الأربعاء، 4 فبراير 2015

المواطن بين معقم الإسكان وغلاء الأسعار






المواطن بين معقم الإسكان وغلاء الأسعار 

يونس بن سالم بن سعيد الزهيمي
 IMG-20140818-WA0000-2
الإسكان علامات استفهام؟ وما أدراكم بالإسكان! وما هي الإسكان؟ الإسكان ليست كلمة اليوم ولا وليدة الأمس. الإسكان هي المعاني الكبيرة التي من خلالها تحدد مصير آلاف المواطنين. لا يكاد يوم يمر علينا بدون سماع كلمة الإسكان، ويأتي ذكره على لسان كل فرد من أفراد العائلة بالمنزل.
الإسكان هي التي يعتمد عليها المواطن والوطن، وهي التي تشجع المواطن ليعمر وطنه، وهي التي تحدّ من التعمير. فما نراه الآن من غلاء الأسعار من بيع وشراء الأراضي وتأجير العقارات فهو مكلف كثيرا للشباب الصاعد الذي يصارع الكثير من العراقيل في نيل العيش الكريم.
إن غلاء الأسعار سببها تأخير منح الأراضي من قبل وزارة الإسكان، وهي التي تتكفل بتوفير المخططات الإسكانية المجهزة بالخدمات. فقد تراكمت طلبات الأراضي السكنية والتجارية والزراعية والصناعية، وتزيد علينا ضغوطا كثيرة ومتاعب في الحصول على ملكية مزرعة موروثة أو نقل ملكية الآخرين.
والكل يعرف ما يحدث في أورقة الإسكان من تغيرات وإصلاحات وغيرها الكثير، لا ناقة لنا فيه سوى ما يهمنا سماعه أو رؤيته عن كثب، من غير أن يكون هناك مشكلة في طلب منحة أرض أو تغيير ملكية سابقة، أو تغير استخدام قطعة الأرض من زراعي لسكني، أو إلى تجاري أو العكس.
معاملات في الأدراج تراكم عليها الغبار! إنها طلبات منح الأراضي، طالت عليها سنوات عديدة وكأنه لا توجد بدائل ولا حلول. أحياناً نحس بأن الأراضي انعدمت، أو استنزفت من الدولة!
لقد خُلقنا لنعمر الأرض، خلقنا لنتوسع، ونزحف بالبنيان إلى ما لانهاية. هل نعاني إلى هذا الحد من شح الأراضي؟ نتعجب عندما نسمع “لا توجد لدينا مخططات جاهزة”! الحيرة تملأ عقول البعض؛ فهناك الأراضي الشاسعة من سهول وتلال مرتفعة! لقد تقدم بعض المواطنين منذ ثماني سنوات وما زالوا ينتظرون، بعضهم صبر وبعضهم تدين واشترى أرضا ليبني فيها منزلا للأسرة بعدما نفد صبره. أين خطط الإسكان التي منحت الأراضي الصناعية والتجارية والسياحية للمستثمرين في وقت قياسي، في حين أن المواطن ينتظر سنينا حتى يحصل على منحة أرض سكنية؟ وما هي المشكلة في منح المواطنين الأولوية في استحقاق الأرض، بالرغم من أنه لم يبقَ شاطئ ولا سهل ولا جبل إلا وصنف أملاكا لأحدهم.

طلبات الأراضي الزراعية:
أجدادنا عمروا الأراضي الزراعية في الجبال والسهول والمرتفعات بلا عراقيل، وأباؤنا ورثوها وينتظرون الملكيات، وقد طالت السنين، فيا ترى ماذا يرث أبناؤنا؟! يستطيع البعض أن يشتري مزرعة ويقضي الإجازة الأسبوعية فيها، وآخرون يستأجرون مزرعة بشكل دوري لقضاء وقت جميل برفقة العائلة. ولكن ذاك الذي لا يملك إلا مرتبه ألا تحق له مزرعة للتصييف أو أن يستأجر مزرعة؟

الأراضي الصناعية والتجارية:
يوماً ما ستزدهر التجارة والصناعة، والمستثمر الأجنبي ستسهل له عملية الاستثمار وتوفر له الخدمات، ويحقق مكسبه وهو في مأمن -والحمد لله- والتاجر العماني المتمكن يشتري أرضا بثمن باهض، وصغارب التجار ينتظرون حتى تفلس المؤسسة.

الطلبات المساعدة والقروض الإسكانية:
طلبات المساعدات الإسكانية زادت من عدد الأسر المحتاجة التي تنتظر مسكنا آمنا، يأملون بقروض الإسكان للتقليل من الفوائد الربحية، ولكنهم أصبحوا في قائمة الانتظار، ومنهم من لا يستطيع استئجار منزل بسيط بسبب غلاء الأسعار، فإلى متى ينتظر المواطن وأين الحلول!
في نهاية مقالي لا آمر أحدا ولكن أقترحف بعض التسهيلات والحلول، ومنها الإسراع في منح الأراضي بمختلف الاستخدامات، كما أتمنى أن يكون هناك اهتمام للشباب العامل بالقطاع الخاص، وأتمنى أن يتم خصخصة وزارة الإسكان بسبب الإخفاقات والتأخير في إنجاز المهام التي أنيطت لها، فقد كلّ المواطن من التردد إلى الدوائر ومن خيبات الأمل. إلى متى تبقى وزارة الإسكان على هذه الحالة. فبالتخصيص لمثل هذه الوزارات تجلب النفع الكثير للمواطن والدولة، وإذا كانت هناك عراقيل وتبريرات في المهام وكثرة الازدحام فيتوجب زيادة الدوائر والموظفين حتى نتمكن من معرفة إنجازات وزارة الإسكان.   [مرات المشاهدة (136)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق