السبت، 29 أغسطس 2020

الحرب الأهلية العمانية 1718-1753م

 الحرب الأهلية العمانية 1718-1753م

الدكتور محمد حسن العيدروس
كلية الآداب - جامعة الكويت
مقدمة
أدت دولة اليعاربة دورا رئيسا في تاريخ الحديث ليس في منطقة الخليج وجنوب الجزيرة العربية وشرقها فحسب، بل في سواحل الهند الغربية وسواحل إيران الجنوبية على بحر العرب وكذلك في شرق أفريقيا أيضا. ولكن الفترة الأخيرة من حكمها كانت مؤلمة، وجاءت نتيجة للحرب الأهلية العمانية التي أدت إلى نهايتها. ولذا فإننا نعالج إشكالية هذا الحرب وكيف؟ ولماذا؟ وما الأطراف التي لعبت دورا في هذا الحرب وما دوافعها؟ ثم ما النتائج التي ترتبت على هذه الحرب؟
هذا ما سوف نحاول دراسته انطلاقا من خلفية تاريخية لعمان قبل الحرب الأهلية، ثم النزاع الأسري وبداية الحرب الأهلية، منذ انتخاب الإمام مهنا بن سلطان ثم الإمام يعرب بن بلعرب، والتحزب الهنائي والغافري وبلعرب بن ناصر والانقسام إلى الهنائي والغافري ثم العوامل التي أدت إليه مثل العامل الجغرافي، والعامل الاقتصادي، والعامل السياسي، ثم انتخاب الإمام محمد بن ناصر الغافري، ثم مبايعة الإمام سيف بن سلطان وخلعه ومبايعة الإمام بلعرب بن حمير، ثم استعانة سيف بن سلطان بالفرس وانتخاب الإمام سلطان بن مرشد وبعدها مرحلة تحرير عمان من الغزو الفارسي، ثم نهاية اليعاربة بظهور أحمد بن سعيد والقضاء على آخر أئمة اليعاربة بلعرب بن حمير، ثم ننهي دراستنا بأهم النتائج عن الحرب الأهلية.
الخلفية التاريخية قبل الحرب الأهلية
برزت عمان بصفتها دولة قوية في القرن السابع عشر بفضل الحكم الإسلامي المتمثل في الإمامة([1])، وقد حكم آل نبهان منذ منتصف القرن الثاني عشر([2])، حتى مجيء الاستعمار البرتغالي واحتلاله لموانىء "قريات" و"مسقط" و"مطرح" و"خورفكان" عام 1507([3]). وبذلك ضعفت سيطرة بني نبهان([4])، واتخذ الملك محمد بن سليمان النبهاني من "نزوى" عاصمة له بعدما كانت "بهلى" العاصمة في عهد بني نبهان الأوائل([5]). واتفق علماء الدين الإباضية في عمان لإيجاد حل للمشاكل القائمة من التفرقة والفتن([6])، والتخلص من الاستعمار البرتغالي؛ وذلك عن طريق انتخابه إماما له. فوقع الاختيار على ناصر بن مرشد اليعربي عام 1624م الذي يرجع إلى إحدى بطون النبهان من قبيلة الأزد اليمنية، فرضي به الجميع وعقدوا عليه الإمامة بالرستاق([7]). واستطاع هذا الإمام أن يستوعب كل أبعاد القضية وأن يدرك المتغيرات الجارية من حوله سواء على المستوى المحلي العماني أو الخارجي الخليجي([8]). ولذا فقد أدرك ثقل المهمة وقدر كل أبعادها([9]).
قام الإمام ناصر بن مرشد بتوحيد عمان والقضاء على المعارضة ومنافسة القبائل بعضها لبعض([10])، ونجح في تحرير "رأس الخيمة" و"خورفكان"([11])، واستولى على "صحار" من البرتغاليين عام 1643م([12]) وأرغمهم على عقد معاهدة تعهدوا فيها بدفع الجزية السنوية والسماح بحرية التجارة([13]) حسب شروط الإمام([14]). وبعد وفاة الإمام ناصر بن مرشد، نجح خليفته الإمام سلطان بن سيف (1649-1668م)([15]) في تحرير مسقط، وتتبعهم نحو ممتلكاتهم في الهند وشرق إفريقيا([16])، وطرد البرتغاليين من ممباسا([17])، والجزيرة الخضراء وكلوة([18]). وبويع بلعرب بن سلطان (1668-1688م) بعد وفاة والده. وفي آخر حكمه، ثار أخوه سيف بن سلطان واجتمع أعيان عمان وبايعوا سيفا بالإكراه([19]). وبلغت عمان أوج قوتها وازدهارها في عهد الإمام سيف بن سلطان (1688-1711م) الذي اهتم بالزراعة وخاصة النخيل([20])، كما اهتم بزراعة جوز الهند([21])، وواصل سياسة والده فعمل على مد سيادته إلى الهند وشرق أفريقيا([22]). ومن خلال أسطوله البحري القوي([23])، أصبحت عمان أعظم قوة بحرية غير أوربية في المياه الشرقية([24]). ويقول الكابتن شارلز لوكير (Captain Charles) -الذي زار مسقط عام 1706م ولاحظ القوة البحرية- بأن الأسطول العماني يتكون من أربع عشرة سفينة حربية وعشرين سفينة تجارية وبعض هذه السفن يحتوي على سبعين مدفعا ولا توجد سفينة تحمل أقل من عشرين مدفعا([25]). وقد بنى العمانيون طرازا جديدا من السفن والمدفعية على الطراز الأوربي ذات الأشرعة المربعة([26])، وذلك بعدما تم تخصيص المبالغ الكبيرة من الموارد المالية من ميزانية الدولة لبناء وشراء السفن الحربية إضافة إلى السفن البرتغالية التي تم الاستيلاء عليها([27])، وبذلك أصبح العمانيون يملكون أكبر أسطول بحري في المنطقة([28])، واستخدموها للجهاد ضد البرتغاليين([29]).
أصبحت عمان قوة اقتصادية([30]) يشمل نشاطها التجاري الخليج العربي والهند وامتد إلى البحيرات الوسطى في إفريقيا. وكانت مسقط مركزا لهذا النشاط التجاري وأهم موانئ المحيط الهندي([31]). وبويع سلطان بن سيف الثاني إماما على عمان بعد وفاة والده عام 1711م([32])، واستمر حكمه حتى وفاته عام 1718م وتابع سيرة آبائه وأجداده([33]) بالجهاد والتوسع. وكانت القوة البحرية العمانية الأولى في الجزء الغربي من المحيط الهندي([34]). وعن طريقها حارب الإيرانيين وانتزع منهم جزرا عديدة منها جزيرة قشم وهرمز([35]) ولارك وهنجام، كما استولى على جزيرة البحرين عام 1717م([36])، وهاجم ديو في الهند وكذلك ساحل كجرات وأخضع جزيرتي سالست والدامان واحتل بارسلور ومانجلور بالقرب من بومباي وضم جميع تلك الأجزاء إلى عمان([37]).
النزاع الأسري وبداية الحرب الأهلية:
حقق اليعاربة الإنجازات الكبيرة لعمان وجعلوها كيانا سياسيا قويا ليس في المشرق العربي فحسب، بل في المحيط الهندي أيضا. وهي أقوى وأكبر دولة بحرية عرفت في تاريخ العرب الحديث. إلا أن هذا النجاح الذي حققه اليعاربة خارج بلادهم وقف عاجزا أمام الصراعات الداخلية([38]) وخاصة الأسرية والقبلية وهو ما أضعف كيان عمان.
فاضت روح الإمام سلطان بن سيف الثاني في أواخر العام 1718م([39])، وهو راقد في حصن الحزم الذي بناه قاعدة عسكرية، ودفن فيه([40]). وبموت هذا الإمام، بدأت عمان تتجه نحو حروب أهلية شاملة ومدمرة([41])، وعادت البلاد تواجه وضعا قريبا من أوضاعها قبيل قيام دولة اليعاربة ممثلا في ذلك الانقسام الذي أخذت تواجهه البلاد([42]). وبوفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني انتهت الوحدة التي عرفها العمانيون؛ إذ أعقبت وفاته سنوات من الحروب الأهلية، استمرت أكثر من ثمانية عشر عاما وقعت في خلالها مجموعة كبيرة من الاضطرابات والثورات أدت إلى انقسام العمانيين([43]). وبذلك ضاعت هذه الانتفاضة والنهضة العمانية التي كانت تعبيرا عن المقاومة المحلية العربية للنفوذ والوجود الاستعماري البرتغالي في رمال الانقسامات والتحزبات القبلية والصراع على السلطة([44]) من خلال الحرب الأهلية العمانية.
الإمام مهنا بن سلطان بن حامد (1718-1720م):
ارتبطت حركة المقاومة المحلية الوطنية بالقضية المذهبية العصبية العريقة في القدم. وتغلب هذه السمة العصبية المذهبية على الدين في الجزيرة العربية عامة واليمن وعمان خاصة. فالتحرك الأول يمثل القبائل القحطانية اليمنية([45])، التي اتخذت موقف المعارضة من القبائل العربية العدنانية الحجازية في وقت مبكر ربما عاد إلى ما قبل الإسلام؛ ولذلك كان اعتناق بعضها للمذهب الزيدي في اليمن يمثل امتدادا لهذا الموقف التاريخي، في حين كان الاعتناق المذهب الإباضي في حضرموت. وكانت القبائل العمانية التي اعتنقت المذهب الإباضي تنتمي إلى الازد أو قضاعة، وهما قبيلتان يمنيتان تحالفتا مع عناصر من قبائل كندة الحضرمية([46]).
يرجع قيام دولة الإباضية في عمان حسب ما توفر لنا المصادر العمانية إلى شخص هو الجلندى بن مسعود([47])، الذي كان في جيش الإمام "طالب الحق" في حضرموت([48]). ولما قتل الإمام الأخير، جاء إلى عمان فبايعه أهلها. وكان هذا في مطلع النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي([49]). ولهذا نجد اختلافا في وجهات النظر بين الفقهاء من علماء الإباضية الذين كانوا يميلون إلى الشريعة الإسلامية ويصرون على تطبيقها دون محاباة، وبين عامة الشعب الذين يجرون وراء رغباتهم العاطفية دون فهم الآثار المترتبة بالخروج على تطبيق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى عامل التحيز الأسري، وهو تحزب مجموعة من رجال أسرة اليعاربة دون وعي للخطر المحدق بأسرتهم ودولتهم من خلال الوقوف إلى جانب الصبي الصغير سيف بن سلطان ضد الإمام الذي بايعه علماء الإباضية. وبرغم أن البيعة كانت محصورة في أسرة اليعاربة، فإنها لم تأخذ بمبدإ اختيار الابن ليخلف الأب، بل كانت تنصرف إلى أي فرد من أفراد الأسرة الكبيرة([50]).
تعرضت أسرة اليعاربة إلى صراع أسري خطير حول منصب الإمامة والسلطة([51])، وزاد الوضع سوءا بقيام فتنة كبرى في عمان أدت إلى انقسام الشعب العماني الذي اختلف على الإمامة بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف عام 1718م([52]) نظرا لصغر سن ابنه سيف الذي كان صبيا دون العاشرة من عمره([53]) لا يستطيع إدارة أمور الشعب([54])، ولم يكن له أخوة أكبر منه سنا. ففي الوقت الذي تمسكت فيه عامة الشعب بسيف([55])، لم يرض خاصتهم بذلك([56])، فاختلف القضاة والولاة والعلماء وشيوخ القبائل([57]). وقد اعتبر علماء المذهب الإباضي هذا الانتخاب لسيف بن سلطان بدعة تتعارض مع شروط الإمامة([58]) التي تفرض أن يكون بالغا عاقلا سليم الجسم والحواس([59]). إذ أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية إمامة الصبي في الصلاة، فكيف تجوز إمامته في الدولة([60])؟! وظهر في الوقت نفسه منافس للصبي، وهو زوج عمته مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك([61]) الذي يؤيده علماء الإباضية. أما الأسرة اليعربية، فقد أرادت إبقاء السلطة بيدها وليس في يد علماء الإباضية؛ ولهذا رفضت إمامة مهنا بن سلطان ودعت إلى إمامة الصبي الصغير([62])، واشتدت الخصومة وتحزب كل طرف إلى جهة وإلى زعيم، وانصرف الطرفان إلى السلاح وأطلت الفتنة وبوادر الحرب الأهلية. وكان الشيخ عدي بن سليمان الذهلي قاضي القضاة، يراقب الموقف بحذر شديد، فلاحظ أن عامة الشعب العماني تؤيد إمامة الصبي الصغير. وهذا ما لم يكن يؤكده القاضي عدي نفسه؛ فأراد استعمال الحكمة والدهاء في معالجة الموقف وسرعان ما ظهر أمام الملإ ممسكا بيد الطفل وبايعه أمام الشعب بطريقة لغوية([63]) دبلوماسية تظهر حنكته وسياسته. وحول ذلك يقول سرحان الأزكوري في مخطوطه:
وبعد وفاة سلطان، فإن رؤوس من القبائل الذين في قلوبهم العصبية والحمية أرادوا أن يكون مكانة ولده سيف وهو صغير لم يراهق وأراد أهل العلم وبنت الإمام سيف أن يكون الإمامة لمهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك وهو الذي تزوج بنت الإمام سيف، أي سيف بن سلطان الأول أخت سلطان (أي الإمام سلطان بن سيف بذلك تعتبر عمة الصبي الصغير سيف بن سلطان) هذا إذ هو فيما عندهم أنه أحل لذلك وأنه ذو قوة عليها ولم يعرفوا عنه ما يخرجه من الولاية وعرفوا أن إمامة الصبي لا تجوز في الصلاة، فكيف يكون إماما يتولى الأحكام ويلي الأموال والدماء والفروج، ولا يجوز أن يقبض مال الله ومال الأيتام إلا في غياب من لا يملك أمره. فلما رأى الشيخ عدي بن سليمان الذهلي القاضي بين الناس إلى ولد الإمام ولم يجد رخصة ليتبعهم على ذلك وخاف أن تقع الفتنة لاجتماع الناس على الباطل وربما أشهروا السلاح ووقع بعض الجراح فأراد تسكينهم وتفرق إجماعهم، فقال لهم أمامكم سيف بن سلطان -بفتح الألف والميم الثانية من "أمامكم"- ويعني قدامكم، ولم يقل "إمامكم" -بكسر الألف وضم الميم الثانية- الذي يكون بذلك الملك والسلطان القائم بالإمامة. قال ذلك على معنى المندوحة، فعند ذلك نادوا بالإمامة وضربوا المدافع إظهارا واشتهادا.وانتشر الخبر في عمان أن الإمام هو سيف بن سلطان. فلما سكتت الحركة وهدأ الناس، أدخلوا الشيخ مهنا حصن الرستاق خفية وعقدوا له الإمامة في هذا الشهر الذي مات فيه سلطان من هذه السنة([64]).
يدل ذلك على أن عامة الناس يجهلون في ذلك الوقت حتى مصالحهم أين تكمن، في حين نجد علماء الدين فيهم الزهد ومخافة الله، مما يجعلهم لا ينحرفون وراء عواطفهم مثل عامة الناس، وذلك لعدم وجود وعي سياسي أو ديني لدى العامة؛ في حين نجد العلماء يضعون مصلحة الإمامة والبلاد فوق المصالح الأخرى، وأن بيعة الشعب للصبي تمثل عملية انتخابية في منتهى الديمقراطية، ولكن المرشح لا تتوافر فيه الشروط اللازمة كي يحكم الأمة. وهنا يكمن الخلل في العملية الانتخابية أو البيعة، نظرا لأن العامة تريد الصبي لأن أسرته أسدت خدمات جلى لعمان ابتداء من أبيه ثم جده وجد جده.
يبدو هناك رأيان مختلفان حول قرابة نسب الإمام مهنا إلى البيت أو الفرع الحاكم من الأسرة اليعربية. فقد جاء في الرأي الأول لابن رزيق في كتابه "الفتح المبين"([65]) أن مهنا هو ابن سلطان بن سيف الإمام المتوفى وأخو سيف بن سلطان الصغير المرشح للإمامة أو هو الإمام سلطان بن سيف الأول المتوفى 1668م. وهذا أمر مستبعد وغير معقول؛ والأقرب في هذا الرأي هو سلطان بن سيف الثاني المتوفى عام 1718م. أما الرأي الثاني الذي جاء في كتاب "تاريخ عمان" لمؤلف مجهول([66]) وعند سرحان الأزكوي([67])، فمفاده أن مهنا هو ابن سلطان بن ماجد بن مبارك زوج أخت الإمام المتوفى سلطان بن سيف الثاني. ويبدو أن الرأي الثاني هو الأصح. فما الذي يدفع بالشعب العماني وبالذات اليعاربة للنزاع فيمن يتولى الإمامة ما دام المرشحان أخوين وابنين للإمام الراحل سلطان بن سيف الثاني وما دام مهنا -كما يبدو- هو الابن الأكبر لأن سيف صغير السن لا تجوز له الإمامة. لكن اليعاربة ثارت على مهنا. وفي ذلك دليل واضح على أن مهنا ليس أخا لسيف بن سلطان ولا ابنا للإمام المتوفى سلطان بن سيف الثاني([68]).
تدارك قاضي القضاة وأهل الرأي الفتنة ببيعة الإمام مهنا بن سلطان([69])، الذي لا يعتبر من الفخذ الحاكم في الأسرة اليعربية بل نسيبا لها: فهو زوج أخت الإمام الراحل وزوج عمة الصبي. فكان قدومه بداية تكتل معارض تزعمته الأسرة اليعربية التي أرادت إبقاء الإمامة بين الصبي الصغير دون إعطائها إلى آخر، مما أدى إلى قيام صراع على الإمامة([70]) ما بين اليعاربة من جهة([71]) وشيوخ القبائل من جهة أخرى. ولم يؤد ذلك إلى إضعاف الإمامة فحسب، بل أدى إلى مزيد من الفتن والحروب الأهلية([72]). وإن كان الإمام مهنا بن سلطان حسن السيرة والسلوك مجتهدا في التقرب من كافة فئات الشعب العماني بما قدمه من إصلاحات سياسية واقتصادية وكان إداريا ناجحا من الطراز الأول وعقلية تجارية نشطة؛ وقام بإصلاح ميناء مسقط([73])، وشجع التجارة والاستيراد والتصدير، وقام بتخفيض الضرائب على البضائع([74]). وحول هذا يقول سرحان الأزكوي:
فقام بالأمر واستراحت الرعية في زمنه وحط الناس العادات في مسكد (أي بمعنى خفض رسوم الجمارك في مسقط) ولم يجعل لها وكيلا وربحت الرعية في متجرها ورخصت الأسعار وبورك في الثمار ولم ينكر عليه أحد من العلماء وإن يكن هو كثير العلم، إلا أنه يتعلم ويسأل ولم يقم على أمر إلا بمشورة العلماء فلبث على ذلك سنة حتى قتل ظلما([75]).
يبدو أن الإمام مهنا بن سلطان اضطر إلى إجراء الانتقالات في الأسرة الحاكمة السابقة، فحجز كبار رجالاتها ونفي بعضهم. وكان أشهر من سجنهم هو يعرب بن الإمام السابق بلعرب بن سلطان الذي حكم عامي 1668-1688م، وبهذا يكون يعرب ابن عم والد الصبي الصغير، ولكن يعرب بن بلعرب تمكن من الهرب من السجن إلى حصن يبرين([76]).
الإمام يعرب بلعرب (1720-1722):
لم يرض الشعب العماني مهنا بن سلطان([77])، وكذلك بقية أفراد الأسرة اليعربية([78])، فلجأوا إلى يعرب بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك([79])، وأوغروا صدره على الإمام مهنا الذي كان مناوئا([80]) له لكي ينتزع منه الإمامة([81]). ومن حصن يبرين أخذ يعرب بن بلعرب يباشر نشاطه السياسي ضد الإمام مهنا بن سلطان، وصادفت نشاطاته وقعا حسنا في نفوس اليعاربة، كما أعلنت مدينة الرستاق ولاءها للثائر يعرب الذي قرر أن يتحرك عسكريا، فجند جيشا من أنصاره وتوجه به إلى مدينة مسقط ليتخذها قاعدة لتحركاته، وهناك استقبله وفد من سكان المدينة وفوجئ الوالي مسعود بن محمد الصارمي بيعرب وجيشه يدخل القصر فاستسلم لهم. وفي صباح اليوم التالي أعلن يعرب الثورة رسميا متخذا من مسقط قاعدة له ومعلنا انفصاله عن مهنا بن سلطان. أما مهنا، فكان في تلك الفترة في منطقة البريمي فتركها مسرعا واتجه نحو مدينة الرستاق ودخلها([82]).
جمع يعرب بلعرب جيشا كبيرا توجه به نحو المدينة نفسها. وهناك التحم الطرفان في معركة انتهت بهزيمة الإمام مهنا بن سلطان الذي خذله أعوانه من القبائل والقوات الموالية له ورفضوا تقديم المساعدات له، فأصيب بيأس من الحرب واستسلم لخصومه فدخل الثائر يعرب بلعرب إلى المدينة فاتحا وألقى القبض على الإمام مهنا بن سلطان وجميع أهله ومساعديه([83]). وبعدما أمنهم على حياتهم، نكص وعدوه وأمر باعتقالهم([84]) ثم أمر بربطهم بالأخشاب وتركهم على تلك الصورة مدة ثم أمر بإعدامهم جميعا([85]). وأقام يعرب فترة قصيرة بعد توليه الحكم في الرستاق([86]) ثم توجه إلى نزوى فدخلها عام 1721م([87]). وحول ذلك يقول سرحان الأزكوي في مخطوطه:
فلما عقد مهنا بن سلطان، لم تزل اليعاربة داخل الرستاق مسرين العداوة له وللقاضي عدي بن سلمان الذهلي. ولم يزالوا بيعرب بن بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك يمقتونه على القيام بأمر سيف والخروج على مهنا حتى خرج على الإمام مهنا وسار مختفيا إلى مسكد، أي مسقط. فما كان إلا وقيل أن يعرب بن بلعرب في الكوت الشرقي، أي الحصن الشرقي من قلعة مسقط. وكان الوالي فيها يومئذ الشيخ مسعود بن محمد بن مسعود الصارمي الريامي. وكان الإمام مهنا خارجا إلى فلج البزيلي من ناحية الجو البريمي فبلغه الخبر فرجع إلى الرستاق فقام وشمر وجاهد وما قعد وطلب من أهل عمان النصر فخذلوه ولم ينصروه. ونصب له أهل الرستاق الحرب وحصروه في قلعة الرستاق ثم طلع يعرب من مسكد (مسقط) إلى الرستاق وسأل المهنا النزول من القلعة وأعطوه الأمان على نفسه وماله ومن معه ففكر في أمره فرأى أنه مخذول وليس له ناصر من أهل عمان وتبين له الخذلان فأجابهم إلى ما أعطوه من الأمان فنزل من القلعة فزالت بذلك إمامته، فأخذوه وقيدوه وخشبوه (أي صلبوه) هو وواحد من أصحابه من بعدما أمنوه. واستقام الأمر ليعرب ولم يكن يدعي الإمامة، بل جعل الإمامة لابن عمه سيف بن سلطان وهو القائم بالأمر إذ بسيف صغير السن لا يقوم بأمر الدولة. وسلمت لهما جميع حصون عمان وقبائلها([88]).
خلف الإمام مهنا بن سلطان يعرب بن بلعرب الذي جاء به إلى الحكم جماعة من الذين كانوا قد شاركوا في قتل الإمام مهنا([89])، واجه يعرب بن بلعرب معارضة شديدة من العلماء والفقهاء الإباضية الذين اعتبروا خروجه على مهنا اغتصابا للحكم. وقد اتسمت بداية وصايته بالكثير من الجفاء بينه وبين قاضي القضاة عدي الذهلي الذي طالبه بتعويض المتضررين من الحرب التي خاضها ضد مهنا من سكان الرستاق وغيرهم. فاستجاب يعرب لذلك، وباشر إعطاء التعويضات لمتضرري الحرب الأهلية. فاعتبر الفقهاء ذلك توبة منه وندما على ما بدر منه من تصرفات وتصالحوا معه([90]). وبذلك حصل على الشرعية بالوصاية على الصبي سيف بن سلطان([91])، بعدما كان يحكم من البداية باسم الصبي سيف الصغير ونيابة عنه([92]).
فتح ذلك الصلح بين يعرب وقاضي عدي مجال الحديث في إسقاط الإمامة عن الصبي الصغير ومبايعة الوصي. وقد أقر القضاة هذا الأمر فيما بعد، بل إنهم أقروا إسقاط دفع التعويضات لمتضرري الحرب الأهلية. وهكذا تم إعلان البيعة في مدينة نزوى([93]). وبذلك استحوذ يعرب بلعرب على جميع السلطات في يديه([94]). وقد عارض ذلك أفراد اليعاربة في الرستاق، بل إن سكانها أعلنوا عدم رضاهم. وعندما قام الإمام يعرب بن بلعرب، واجهه سكان الرستاق بالاحتجاج، كما تمكن أعوان الصبي من خطفه ونقله إلى إحدى ضواحي مدينة نزوى حيث يقيم خال الصبي بلعرب بن ناصر. وكانت وفود من أهالي نزوى قد توجهت إلى سكن بلعرب بن ناصر ومعه ابن أخته الصبي لتقدم له فروض الطاعة وطلبوا إليه قيادة الثورة على الإمام الجديد يعرب بن بلعرب وإعادة ابن أخته إلى الحكم كما وصلت إليه كتب ورسائل من أنحاء مختلفة من عمان تعلق الولاء وتحرض على الثورة([95]). واختمرت في رأسه هذه الفكرة وأراد أن ينفذها وكان لا بد من إيجاد حزب سياسي قوي يعتمد عليه سياسيا وعسكريا. وكان هناك زعيمان سياسيان بارزان في المنطقة، هما خلف بن مبارك القصير الهنائي ومحمد بن ناصر الغافري ولكل منهما أتباعه وقبائله. ومن هنا كانت بداية تحزب عمان إلى الهنائي والغافري.
الحرب الأهلية والتحزب الهنائي والغافري:
يبدو أن قبيلة بني هناء كانت تشكل كتلة سياسية هامة تحت زعامة خلف بن مبارك القصير الهنائي وكذلك الغافري بزعامة محمد بن ناصر الغافري. فقد كانت قبيلة بني هناء وأحلافها على خصام مع مؤسس الدولة اليعربية الإمام ناصر بن مرشد الذي كان قد حجر على بعض أملاكهم وحجزها، مما أدى إلى نشوب خلاف سياسي بين الأسرة اليعربية وبني هناء. فقرر بلعرب أن يستغل ذلك الخلاف لصالحه وأن يكسب بني هناء إلى جانبه، فترك مدينة نزوى ومعه ابن أخته الصبي سيف وقصد منطقة السيت التي يقيم بها الزعيم خلف بمن مبارك القصير الهنائي. واتفق الطرفان على التحالف شريطة أن تعاد أملاك بني هناء التي حجزتها الدولة اليعربية إليهم في حالة نجاح بلعرب بن ناصر في الاستيلاء على السلطة في عمان([96]). وهنا قرر بلعرب بن ناصر الخروج على الإمام يعرب بن بلعرب([97]) وخلعه من الإمامة واستعادته لابن أخته الصبي([98]) والتوجه إلى الرستاق لإعلان إسقاط الإمام يعرب بن بلعرب. فاجتمعت قبائل الهنائيين وحلفاؤها. وسار إلى تلك القوات وتمكن من دخول الرستاق وخلع الوالي([99]). وقد فشل الإمام يعرب بن بلعرب في استعادة الرستاق فعاد إلى نزوى([100]).
باشر بلعرب بن ناصر الكتابة إلى ولاة مسقط والنخل وسمائل يطلب إليهم البيعة فبايعوه، في حين تراجع الإمام يعرب بن بلعرب بجيشه نحو مدينة أذكى وقابله سكانها بالترحاب فاتخذ فيها معسكرا وقاعدة له. فما كان من زعيم خلف الهنائي إلا أن أقر قائده العنبوري بفتح أذكى فلم ينجح الإمام يعرب في الدفاع عنها، فعاد إلى نزوى؛ في حين رجع قاضي القضاة عدي الذهلي إلى الرستاق ومعه مجموعة من القضاة. وهناك ألقي القبض عليه وجلب مخفورا إلى بلعرب ناصر الذي أمر بإعدامه ومعه قاض آخر وربطت الحبال برقبته ورقبة زميله وسحبت جثتاهما في شوارع الرستاق([101]). وبذلك تم اغتيال قاضي القضاة الذي كان قد أضفى صبغة الشرعية على استلام يعرب بن بلعرب الحكم([102]). أما القائد الهنائي العنبوري، فتوجه بجيشه نحو نزوى وأجبر قوات الإمام على الاستسلام([103])، فما كان من الإمام إلا أن هرب واعتصم في قلعة مدينة جبرين([104]) التي بناها والده، ثم طلب كبار القوم من نزوى أن يتنازل عن الإمامة([105]) حقنا لدماء المسلمين وقطعا للفتنة والحرب الأهلية فوافق على ذلك([106]). ومن هنا أعلن إمامة الصبي سيف تحت([107]) وصاية خاله بلعرب بن ناصر وكانت هذه المرة الثالثة التي أعيد فيها إلى الإمامة.
يقول سرحان الأزكوي في مخطوطه عن ذلك:
ولبث يعرب بن بلعرب أياما قلائل في الرستاق، ثم جاء إلى نزوى فدخلها، فلم يرض أهل الرستاق أن يكون يعرب إماما فأظهروا العصبية لسيف بن سلطان فلم يزالوا يكاتبون بلعرب بن ناصر هو خال سيف بن سلطان وهو يقيم بنزوى مع الإمام يعرب فلم يزالوا يحرضونه حتى خرج من نزوى وقصد بلاد سيف فحالفه بني هناة على القيام معه على أن يطلق ما حجره عليهم الإمام ناصر بن مرشد من البناء والسلام وغير ذلك وأعطاهم عطايا جزيلة فصحبوه إلى الرستاق فاستقام الحرب الرستاق حتى أخرجوا الوالي مهنا وذلك بعد أن أحرقوا باب الحصن فاحترق مقدم الحصن جميعا واحترق الناس كثيرا من بني هناة من رؤسائهم ورؤساء بني عدي وفيما بلغنا أنه احترق مائة وخمسون رجلا واحترقت كتب قدر أربعين مجلدا واحترقت كتب كثيرة لم يكن لها نظير في عمان وظهر من هذا الحرق كنز عظيم به أموال جزيلة فبلغ الخبر إلى الإمام يعرب بما صنع أهل الرستاق فبعث سرية وأمر الشيخ صالح بن محمد بن خلف السليمي الأزكوي من حجرة النزار وأمره بالمسير إلى الرستاق حتى وصل العوابي فلم يكن لهم قدرة على الحرب فرجعوا. ثم إن يعرب خرج بمن معه من نزوى ودخلوا على يعرب ناس من أهل نزوى وسألوه الخروج منها أي التنازل عن الإمامة لأجل حقن الدماء حتى وافق يعرب ونادى بالإمامة لسيف بن سلطان([108]).
بلعرب بن ناصر والانقسام إلى الهنائي والغافري (1722-1742):
يرى بعض المؤرخين([109]) أن التحزب الهنائي والغافري صورة من صور التعصب التقليدي بين عرب الحجازيين العدنانيين وبين اليمنيين القحطانيين([110]). فالغافريون يمثلون عرب الحجاز والهنائيون يمثلون عرب اليمن([111])، وكان الصراع قديما([112]) بينهم على حد قولهم. وكان عرب القحطانيين يرون أحقيتهم بالسلطة على اعتبار أنهم الأغلبية، وكانوا أول القادمين إلى عمان من اليمن مباشرة وأقدمهم([113])، في حين أن الحجازيين جاءوا حديثا نسبيا إلى عمان، كما أن اليمنيين هم الذين قاموا بتحرير عمان من الاحتلال الفارسي المجوسي ثم شاركوا في الفتوحات الإسلامية التي عبرت إلى فارس نفسها، ولكننا نلاحظ أن غالبية القبائل العمانية التي تنتمي إلى الحزب الغافري أو الهنائي هي في الأصل قبائل يمانية ترجع إلى الأزد وقضاعة بالتحالف مع عناصر([114]) من كنده الحضرمية. فالحزب الغافري، مثلا، معظم قبائله من القبائل اليمانية مثل: 1- بني قنب، 2- بني نقب، 3- بني كعب، 4- بني عمر، 5- بني شكيل، 6- طنيج، 7- بني بوعلي، 8- النعيم والضوامي، 9- المساكرة، 10- الجنبة، 11- بنو ريام، 12- سوالم، 13- اليعاربة، 14- بني نبهان، 15- الكنود، 16- العبريون، 17- بني خروصي، 18- الندابيون، 19- الرحبيون، 20- النواري، 21- بني عرابه، 22- اليعاقيب، 23- بني راسب، 24- السعديون، 25- المغيريون، 26- بنو راشد، 27- مواليك. أما الحجازيون، فهم: 1- غافر، 2- الجبور.
يضم حزب الهنائي غالبية قبائله أيضا من اليمنيين، مثل: 1- البوسعيد، 2- الشحوح، 3- الشرقيون، 4- بني علي، 5- الحواسنة، 6- المعادل، 7- بني بوحسن، 8- بني هناة، 9- الشعبيون، 10- المناذرة، 11- بني بطاش، 12- بني حسن، 13- الحرث، 14- المشايخ، 15- الحجريون، 16-السليميون، 17- بني ياس، 18- المناصير، 19- العوامر، 20- الكثير، 21- المناهيل، 22- عيال سعد، 23- الحبوس، 24- بني وهيب، 25- الحراسيين، 26- الهدادبة.
أما الحجازيون، فهم: 1- بني رماحة، 2- بني وهيبة، 3- المشارقة. وبذلك لا نميل إلى هذا الرأي الذي يتعارض مع التركيبة السكانية القبلية ذات الأغلبية اليمنية على أرض الواقع في عمان، في حين كان هذا الانقسام الحجازي العدناني واليماني القحطاني في الشام ومصر والمغرب العربي في شمال أفريقيا والأندلس.
يضيف البعض الآخر إلى هذا الصراع والتحزب، طابعا مذهبيا([115]). إذ كان بنو غافر في أغلبهم من الفئات السنية المالكية، ولذا كانت تشايعهم معظم القبائل التي كانت تسكن منطقة الظاهرة. أما بنو هناة وأنصارهم، فكان أغلبهم من أصحاب المذهب الإباضي([116]) الذي عم الجزء الأكبر من سكان الباطنة([117]). وقد يبدو هذا الرأي حول بعض المناطق الجغرافية مقبولا إلى حد ما، في حين أن إصباغ المذهب السني على الحزب الغافري والمذهب الإباضي على الحزب الهنائي لا يتفق مع الواقع، وأن المناطق الجغرافية لإقامة القبائل هي ذات طبيعة مذهبية متقاربة. إلا أن المذهب الإباضي هو الغالب على الحزبين، كما لا ننسى أن معظم المناطق الغافرية هي في عمان الداخل وأنها معقل الإباضية وذات كثافة عالية حيث تتركز فيها معظم القبائل العمانية كما أنها مقر الحكم والسلطات الدينية الإباضية والسياسية، في حين نجد مناطق ساحل عمان الشمالي كرأس الخيمة والظاهرة برغم المساحة الصحراوية الكبيرة، هي ذات كثافة سكانية قليلة. إضافة إلى ذلك، كان اعتماد اليعاربة ذوي الأصول اليمانية الإباضية على قبيلة بني غافر الحجازية السنية خلال حكمهم، في حين كانت قبيلة بني هناة اليمنية الإباضية في الجانب المعارض لليعاربة، حتى جاء بلعرب بن ناصر وقرب الهنائية ورفع الحجر والحجز عليها؛ وبذلك أصبحت إلى جانب اليعاربة.
يبدو أن العمانيين مثلهم مثل إخوانهم اليمنيين لا يدخلون المذهب الديني في الصراع السياسي والقبلي، أي أن الزيدية الشيعية ذات الغالبية في اليمن تتعاون مع السنة الشافعية ذات الأقلية في جميع المسائل والشؤون وخاصة في المجال السياسي والصراع القبلي، ولم يكن قد حدث أي خلاف مذهبي بين الشيعة الزيدية والسنة الشافعية في اليمن، وكذلك حال الإباضية المالكية في عمان. وبذلك يمكن إبعاد العامل المذهبي الديني من التكتل أو التحزب الغافري-الهنائي نظرا لوعي الشعب العماني بهذا العامل وعدم إدخاله في الصراع القبلي أو السياسي، لأن فكرة العصبيات المذهبية أو القبلية لا وجود لها في عمان في ظل تطور الوضع السياسي والاقتصادي.
تشابكت المصالح السياسية والاقتصادية وكان لها أثر كبير في تحطيم الكثير من النزعات القبلية والمذهبية. ولذا فإن ظهور الحزب الهنائي الغافري بالانتماءات القبلية المختلطة يعد تطورا ضخما في الحياة السياسية العمانية([118])، إذ أن هذين الحزبين أعادا تشكيل تحالفات القبائل وولائها من العصبيات القبلية أو المذهبية إلى تحالف وولاء سياسي واقتصادي جديد([119])، انطلاقا من العامل الجغرافي في المجتمع العماني. ومما سبق ذكره، لا يمكننا أن نعتبر التحزب الهنائي والغافري صورة من صور التعصب التقليدي بين القبائل الحجازية العدنانية واليمانية القحطانية أو نوعا من أنواع التعصب المذهبي بين الإباضية والسنة، وإنما هو نوع من المصلحة المشتركة التي جمعت القبائل العمانية في حزب هنائي وغافري. وهناك عدة عوامل جمعت فيما بينها، منها ما يلي:
أولا- العامل الجغرافي:
يتضح ذلك من الوضع الجغرافي الذي كان له تأثير كبير من حيث تقارب منطقة استيطانهم وتطابق المصالح. فالقبائل الغافرية تسكن في منطقة الظاهرة والبريمي وضنك المناطق الداخلية والغربية من عمان والمناطق الشمالية من ساحل عمان مثل رأس الخيمة والشارقة والفجيرة وأم القوين وعجمان، في حين تقيم القبائل الهنائية في ساحل الباطنة عمان الساحل وبعض المناطق الداخلية وأبو ظبي ودبي([120]).
ثانيا- العامل الاقتصادي:
شكل تركيز الأفلاج في مناطق جغرافية معينة وأساليب الري المشترك مصالح اقتصادية لمجموعة من القبائل التي اعتمدت حياتها على مياه الأفلاج([121]). وأدى هذا العامل الاقتصادي دورا في الانتماءات القبلية لأحد الحزبين، نظرا لأن نظام الأفلاج نظام جماعي مشترك، ابتداء من حفره وبنائه وانتهاء إلى توزيع المياه واقتسامها حسب الأسهم والحصص فيما بينهم([122])، وكأنه جمعية تعاونية مشتركة ذات نفع عام، أو شراكة تضامنية مساهمة عامة بين مجموعة معينة في منطقة معينة يربطهم فيما بينهم المصالح المشتركة أو الشراكة المشتركة في مشروع مشترك وهو الفلج أو الأفلاج. وبذلك ترتبط المصالح الاقتصادية في تكتل سياسي، ويجب الحفاظ على تلك المصالح الاقتصادية بغض النظر عن الانتماءات العصبية سواء كانت حجازية أو يمانية، أو مذهبية إباضية، أو سنية، أو غيرها من الاختلافات الأخرى. ومن هنا، فإن المصالح الاقتصادية أقوى من التنافس العصبي القبلي أو المذهبي الديني، لأن أي اختلاف فيما بينهم يؤثر على مصالح الأفلاج؛ مما يعني تضرر نظام الري الذي يؤثر على الزراعة التي هي العمود الفقري للحياة اليومية والمستقبلية. وللحفاظ على تلك المصالح الاقتصادية عن طريق توحيد التوجهات السياسية، يجب الاعتماد على القوة العسكرية؛ ومنها كان قيام التحالف أو التحزب الهنائي والغافري.
ثالثا- العامل السياسي:
أدى تطابق العامل الجغرافي مع المصلحة الاقتصادية إلى تشكيل وحدة سياسية إقليمية لمجموعة من القبائل، وشكلت هذه بدورها اتجاهات معينة من حيث المصلحة العليا لهذه المجموعات القبلية من حيث ولاؤها السياسي لأحد الحزبين. وقد أدى الدفاع عن المصالح الاقتصادية لهذه المجموعة الاجتماعية في بيئة جغرافية معينة إلى توحيد الآراء السياسية، وبالتالي إلى تشكيل الحزب الذي كان يعبر عن مجموعة قبلية تتوافر فيه تلك العوامل التي ذكرنا. ولذا كان الانقسام بين القبائل الغافرية في عمان الداخل والظاهرة، وتحزب قبائل الهنائية في عمان الساحل في الباطنة. وشمل هذا الانقسام أيضا ساحل عمان عندما تحزبت قبائل ساحل عمان الشمالية (أي الإمارات الشمالية الخمس حاليا وهي: الشارقة-عجمان-أم القوين-رأس الخيمة-الفجيرة) في حين تحزبت قبائل ساحل عمان الجنوبية أبو ظبي ودبي مع الحزب الهنائي واستمر التحزب الهنائي والغافري سواء في عمان أو ساحل عمان حتى الانسحاب البرتغالي عام 1971م وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعني أن جذورها كانت عميقة إلى درجة قوية([123]).
اعتمدت المجموعة القبلية الهنائية في ساحل الباطنة على المجموعة الهنائية في أبو ظبي ودبي، وجمعتهما مصلحة سياسية مشتركة تجاه المجموعتين الأخريين، وهما مجموعة القبائل الغافرية في عمان الداخل والظاهرة والبريمي مع المجموعة الغافرية في ساحل عمان الشمالي، وإن كانت هذه الظاهرة السياسية لتلك المجموعات القبلية لم تطور إلى الاستقلالية والتجزئة إلا بعد وصول البوسعيد إلى السلطة وجعلها تبرز منذ تلك الفترة في صورة صراعات سياسية أكثر وضوحا تبعا للأحداث التي أعقبت نهاية دولة اليعاربة مرورا بالتدخل الاستعماري البريطاني في شؤون عمان واحتلالها لساحل عمان. واستمر الانقسام الهنائي والغافري إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وقيام سلطنة عمان في السبعينيات من هذا القرن (1970م)([124]).
جاءت تسمية التحزب الهنائي الغافري نسبة إلى الزعامة حيث أطلقت الهنائية نسبة إلى زعيمها خلف بن مبارك القصير الهنائي، في حين أطلقت الغافرية على أتباع محمد بن ناصر الغافري([125]). واتخذ الهنائية العلم الأحمر والغافرية العلم الأبيض([126]).
بدأت عمان تواجه فترة من أصعب فترات تاريخها شهدت خلالها من الانقسام ما يمكن أن نعتبره حقيقة بداية النهاية لدولة اليعاربة([127]). وبدأ الانقسام خلال الاحتفالات بتولية الإمام الجديد؛ إذ وصلت إلى الرستاق كثير من الوفود لتقديم التهاني للإمام سيف بن سلطان ووصيه بلعرب بن ناصر الذي كان يمثل القوة الفعلية للدولة([128]). وكان بين القادمين وفود من قبائل بني غافر وأهالي بهلى على رأسها محمد بن ناصر الغافري([129])، الذي عاد إلى عمان بعد أن ترك ولاية البحرين التي خضعت لليعاربة([130]). وليس من الواضح تماما ماذا حدث في ذلك اللقاء الشهير بين الوصي بلعرب بن ناصر وبين محمد بن ناصر الغافري وتهديد الأول له وتوعده([131]). وقد يكون سبب تحذير الغافري للوصي من تقديم الهنائيين في مسؤوليات الحكم أو الاعتماد عليهم، أو لربما طلب الغافري من الوصي ضرورة زيادة الاعتماد عليه في أمور الحكم([132])، أو كانت الغيرة الشخصية من الغافري تجاه بلعرب الذي قرب الهنائيين، أو لأن الوصي لم يحسن استقبال الغافري([133])، مما أدى -في النهاية- إلى جفوة شديدة بين الرجلين. وسواء أكان الأمر هذا أو ذاك، فإن الاحتفالات بتولية الإمام الجديد يدلا من أن تكون مناسبة لتأكيد ولاء مختلف القبائل له، تصبح بداية لحرب أهلية عمانية واجهتها البلاد([134]).
استطاع محمد بن ناصر إقناع يعرب بالخروج على الوصي بلعرب بن ناصر([135]) ورفع راية المعارضة([136])، وإعادة الإمامة له، ووعده بتأييد قبائل أبو ظبي والظاهرة والبريمي وغيرها([137]). فقام يعرب وهاجم أزكي؛ إلا أنه هزم([138]) على يد قوات بلعرب بن ناصر ورجع إلى نزوى([139])، وعندئذ تقدمت القوة التي جمعها محمد بن ناصر نحو نزوى([140]) فدارت الدائرة على بلعرب بن ناصر([141]).
الإمام محمد بن ناصر الغافري (1722-1727):
شجعت انتصارات محمد بن ناصر الغافري ويعرب بن بلعرب ليشكلوا أكبر تحالف قبلي على الصبي ووصيه. واستمر حلف محمد بن ناصر ويعرب بن بلعرب وقواتهم التي تمكنت من الاستيلاء على الرستاق وأسر بلعرب بن ناصر الذي أودع السجن. وبدلا من أن يلغي محمد بن ناصر إمامه الصبي كما كان متوقعا، يثبت هذا الفتى في منصب الإمامة مكتفيا بالوصاية عليه([142]). ولعله رأى في ذلك فرضا لممارسة سلطة على عمان تسترا وراء اسم الإمام الصغير في الوقت الذي كان حليفه يعرب بن بلعرب قد توفي ولم يبق سوى مسقط وبركة في يد الهنائيين([143]). وكان إعلان الغافري الوصاية عام 1722م إيذانا بانقسام عمان بين زعيمين لا ينتميان إلى الأسرة اليعربية بصلة القربى، ولكن كليهما يدعي الحفاظ على إمامة الصبي الذي كان برعاية الغافري.
بدأت المعارك بين الغافرية والهنائية تعرف حدتها بعد وصاية محمد بن ناصر. وفي منطقة الغافات دارت رحى معركة ضارية انتهت بهزيمة الجيش الهنائي وتفرقه. وقد أوشك الزعيم خلف مبارك الهنائي أن يقع في أسر القوات الغافرية في معركة بلده المضيبي، ولكنه هرب إلى قبائل الحبوس. وتوجه محمد بن ناصر الغافري إلى نزوى ومعه الصبي الصغير، واجتمع مع علماء الدين ورجال القضاء والفقه ورؤساء القبائل، وطلب إعفاءه من منصب الوصاية والقيامة على الصبي الصغير مدعيا أنه لم تعد لديه طاقة لمواجهة القتال، وطلب منهم انتخاب وصي آخر بدلا منه. وقوبل طلبه برفض الجميع وطلبوا منه أن يبقى على رأس السلطة، لأن تركه معناه أن الهنائي سيظهر من جديد وستقوى شوكته. وكان اجتماعا عاصفا استمر يوما وليلة([144]). فكان من أبرز المتحدثين حاكم نزوى الشيخ عبد الله بن محمد ومعه قاضي القضاة ناصر بن سلمان بن مداد واقترحوا عقد اجتماع مغلق لمناقشة الطلب. وفي الاجتماع قرروا إبقاء السلطة بيد محمد ناصر الغافري وإعلان الإمامة له رسميا، أي أن يستلم الحكم بنفسه بدلا من أن يكون وصيا. وبذلك تم إسقاط الإمامة للمرة الثالثة عن الصبي سيف بن سلطان([145]).
وافق على تلك الفكرة علماء الدين والقضاة ورجال العشائر وفاتحوا الزعيم الغافري بالأمر، فرفض يوما وليلة، ثم قبل بعد ذلك. وفي يوم 07/10/1724، أعلن قاضي القضاة عن سقوط إمامة الصبي وإعطاء البيعة للإمام الجديد محمد بن ناصر بن عامر بن رمثة بن خميس الغافري إماما جديدا لعمان. ولم تنه هذه البيعة والإمامة الحرب الأهلية العمانية، إذ أن الحزب الهنائي اتخذ تلك البيعة ذريعة تقوى بها مركزه. فانتقد بعضهم ما فعله قضاة عمان واعتبروه بدعة مخالفة للعرف، بينما اعتبره بعضهم اجتهادا من قضاة وفقهاء عمان لرأب الصدع وجمع الصفوف. أما مؤرخو عمان، فقد رأوا أنه حدث جبرا من محمد بن ناصر الغافري، أقره القضاة وقبله الشعب العماني تقية وخوفا، كما أن ردود الفعل على الإمامة الجديدة لم تظهر بعد بين أوساط الأسرة اليعربية([146]).
اتخذ الإمام محمد بن ناصر الغافري من مدينة جبرين قاعدة لقيادته، وحكم عمان حكما قويا([147])، وكان أكثر الأئمة الذين تمت بيعتهم في عمان على الدفاع، بعد مهنا بن سلطان([148])؛ وقد فتح الطريق أمام منافس آخر هو خلف، بل مبارك القصير الهنائي الذي عمل على إسقاط الإمام محمد بن ناصر([149])، الذي لم تجلب له تسمية الإمامة سوى مزيد من الخصومات والأعداء([150])، وتشكلت جبهة عريضة ضده، خاصة الهنائيين([151])، وانقسمت عمان مرة أخرى إلى الغافرية والهنائية([152]). مما اضطر الإمام محمد بن ناصر الغافري مرة أخرى إلى مواجهتهم. ولكن بينما كان يغير على قلعة صحار الذي كان خصمه خلف بن مبارك الهنائي وأتباعه يتحصنون بها، أصيب برصاصة طائشة أودت بحياته. وبعد مرور وقت قصير من ذلك، علم المتمردون من الهنائية بأن قائدهم خلف بن مبارك لقي مصرعه([153]) هو أيضا أثناء المعركة خارج حصن صحار عام 1728م([154]).
الإمام سيف بن سلطان الثاني (1728-1732م):
بويع سيف سلطان بالإمامة في نزوى([155]) عام 1728م([156])، نظرا لأنه كان قريبا من الإمام السابق محمد بن ناصر وملازما له في سلمه وحربه وقد تولى سيف بن سلطان الإمامة وهو صغير السن، فواجهته المشاكل الخارجية قبل الداخلية. ففي عام 1731م، بدأت البرتغال في استفزاز العمانيين فأرسل الإمام سيف بن سلطان حملة من ثلاثة سفن حربية من الأسطول العماني الذي انتصر بعد مواجهة صعبة([157]). أما المشاكل الداخلية، فقد بدأت بامتناع مدينة نخل عليه([158]). وبرغم نجاح الإمام في الخارج، أثبت فشله وعدم كفاءته في الداخل([159]) إماما للمسلمين، وانصرف عن شؤون الرعية وشؤون الحكم إلى أمور الترف والملذات. ويبدو أن قبائل عمان لم تكن راضية عن سيرته.
انتهى الصراع الحربي الغافري والهنائي لفترة، لأن غالبية الشعب العماني أيدت اختيار الإمام سيف بن سلطان. ولكن عدم تمكن الإمام الجديد من إدارة أمور البلاد يرجع لاختفاء شخصين متنافسين على السلطة في عمان والذي ترك فراغا سياسيا، وليس لجهود ذاتية بذلها الإمام سيف بن سلطان الذي كان يمثل باستمرار الشخصية الضعيفة في حكم البلاد([160]). وعلى ذلك، عادت المشاكل والحروب الأهلية من جديد بسبب تصرفات الإمام سيف بن سلطان الشخصية الخاصة والتي تتعارض مع الشريعة الإسلامية خاصة أنه كان يشرب الخمر، علما بأن الحكم في عمان كان إسلاميا وكان علماء الدين يمثلون الجهاز الرقابي على تصرفات الحاكم([161]).
اختلفت الحرب الأهلية في هذه المرحلة عن سابقتها. ويتمثل ذلك الاختلاف في طبيعة المتصارعين الذين كانوا من أسرة اليعاربة أنفسهم هذه المرة. كما اتسعت الحرب الأهلية نتيجة الاستعانة بالقوى الخارجية سواء البلوش أو الفرس، وبذلك أخذت الدولة اليعربية تتجه نحو السقوط النهائي بسبب تنازع الأسرة اليعربية والتدخل الفارسي([162]).
تقدم سيف بن سلطان بعد تولي الإمامة بطلب إلى قاضي القضاة يسأله فيه زيادة مخصصاته المالية من خزينة الدولة؛ ولكن قاضي القضاة الشيخ سعيد بن بشير الصبحي جمد ذلك الطلب في العام نفسه، أي 1728م وأرجأه إلى آخر للنظر فيه بموافقة آراء بقية العلماء([163])، كما أن إعادة الفتى للإمامة، إضافة إلى سلوكه الشخصي غير السوي([164])، جعل قبائل الظاهرة تعلن انتخاب إمام آخر هو بلعرب بن حمير عام 1732م([165])، الذي استولى على سمائل وأزكي وبهلا والشرقية وحصون الظاهرة([166]). أما الإمام سيف بن سلطان، فإن نفوذه استمر في حصون الباطنة ومسقط([167]).
الإمام بلعرب بن حمير (1732-1738م):
اشتدت الأزمة بين الإمام سيف بن سلطان والقضاة وجملة فقهاء عمان. وإضافة إلى مطالبته المستمرة بزيادة المخصصات المالية المقررة له، فإنه انصرف إلى اللهو والمجون. فقد عرف عنه معاقرته للخمر، ومعاشرته للنساء؛ لذلك كرهه رجال الدين وفي اجتماع صاحب بينه وبين الشيخ سعيد بن بشير الصبحي الذي كان يشغل منصب القيم على مال الدولة أو وزير المالية، رفض زيادة المخصصات المالية قائلا للإمام سيف بن سلطان:
ولا أعلم أن جدك الإمام سيف ولا عمك بلعرب ولا أباك سلطان طلبوا، ولا أخذ أحد منهم زيادة على ما مضى عليه إمامهم ناصر بن مرشد، وتلك فريضة كافية، ومات عليها الأسلاف. ولا أريدك خلاف ما عليه السلف، فهذا اختياري والجهدة مني ولا خفت في أمرك لومة لائم بل اخترت لك ما اختاره الله لمثلك من الأئمة، واختار المسلمون لهم ذلك نظرا ومعونة وموافقة لكتاب ربهم([168]).
جاء علماء الدين إلى نزوى، فأسقطوا الإمامة عن سيف بن سلطان للمرة الرابعة وبايعوا بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف بن مالك بن بلعرب اليعربي إماما على عمان. ومع ذلك، فإن الحرب الأهلية لم تنته بها؛ بل ازداد الأمر تعقيدا وضراوة. فقد أصبح لعمان إمامان، كل واحد يدعي مسألة ولاء وطاعة أولاد العم المتقاتلين على الحكم([169]). وأدى هذا الانقسام بينهما إلى شلل الإدارة السياسية وتوقف النشاط التجاري والاقتصادي إضافة إلى تدهور مكانة عمان الخارجية. ولم يعد أسطولهم مثار اهتمام وتقدير من القوى الإقليمية والدولية([170]). وكان من البديهي أن يقع الصدام بين الطرفين، وخاصة أنهما استعدا له. وكان الإمام بلعرب بن حمير قد عقد النية لمحاربة الإمام المخلوع سيف بن سلطان بعد أن انضم تحت لوائه معظم قبائل عمان([171])، والتقى الجيشان وانهزمت قوات سيف التي كانت بقيادة أخيه بلعرب بن سلطان([172])، وأصبح الإمام بلعرب بن حمير سيد الموقف وبدأ يوحد عمان. لم تنته الحرب الأهلية بعد الهزيمة التي حلت بالإمام المخلوع الذي بدأ يبحث عن حلفاء في كل مكان ليتمكن من التغلب على هذا المنافس الجديد([173]) من الأسرة نفسها وابن العم.
تقدم الإمام المخلوع بعد الهزائم المتكررة([174]) التي لحقت بجنوده إلى الاستعانة بجنود مرتزقة من ساحل مكران في بلوشستان([175]). وقد وفدت أعداد كبيرة من هؤلاء الجنود إلى مسقط وأصبحوا يشكلون قوة خطيرة([176])، واتجه الإمام المخلوع بهؤلاء البلوش إلى الظاهرة([177]). ويقول مؤلف مجهول (تحقيق د. عبد الفتاح عاشور): "استنهض سلاطين مكران لمؤازرته ضد بلعرب"([178]). وانتهى القتال بانتصار الإمام بلعرب بن حمير وقتل عدد كبير من البلوش([179])، ويعلق لوريمر بأن جلب الإمام المخلوع سيف بن سلطان لقوات من البلوش هذه يعتبر بداية اعتماد حكام عمان على جنود مرتزقة من مكران([180])، وأن جميع البلوش استقروا في عمان ولم يعودوا إلى بلوشستان([181])، وأنشأوا لهم مستوطنات في الظاهرة وأصبحوا يعرفون نسبة إلى هذه المنطقة. وبعد الهزيمة، بدأ الإمام المخلوع يفكر بعيدا عن شعبه([182]).
ويبدو أن الشعب العماني انصرف عن مساندة الإمام المخلوع بسبب خروجه على التقاليد الإباضية بالاستعانة الخارجية([183])، ولجوئه إلى طلب معونة الأجنبي([184]). ونظرا لعدم فعالية الجنود المرتزقة من البلوش([185])، فإن الإمام المخلوع سيف بن سلطان ارتكب أكبر خطإ قومي([186]) في حق الشعب العماني وأقدم على حماقة كبيرة([187]). وكان نادر شاه قد بدأ تكوين قوة بحرية كبيرة في الخليج العربي([188])، لاتباعه سياسة التوسع والسيطرة في عمان. وهنا جاءته هذه الفرصة لتحقيق مطامعه([189]) عندما طلب الإمام المخلوع سيف بن سلطان الثاني مساعدته([190]). وبذلك أسهمت الحروب الأهلية في إضعاف القوى العمانية وتصدع وحدتها الوطنية بإجبار أحد الأطراف المتنازعة على الاستعانة بالقوى الأجنبية نفسها كالفرس([191]). وسرعان ما وافق شاه فارس على بسط سيطرته على عمان([192]) ليصبح هو المسيطر على الخليج العربي([193]). وسارع بإرسال جيش ضخم إلى هناك([194]).
وصلت القوات الفارسية إلى خورفكان في عام 1737م([195])، واتجهت إلى رأس الخيمة([196])، واجتمع بهم الإمام المخلوع سيف بن سلطان الذي خرج لمقابلتهم من مسقط([197])، وتقابل الجيشان في منطقة السيمني وانتصر بلعرب بن حمير([198]). ثم طلب الإمام المخلوع مزيدا من القوات الفارسية التي جاءت من شيراز تحمل الأعلام الفارسية([199])، واتجهت إلى شمال رأس مسندم ومنها إلى رأس الخيمة([200]) حيث انضم إلى القوات الفارسية المرابطة هناك ومنها تحرك الجيش الفارسي والجيش العماني التابع للإمام المخلوع والذي يشكل معظمه من الغافرية تحت قيادة زعيمهم مبارك بن مسعود([201]). ونجح الجيش العماني المتحالف مع الجيش الفارسي في الاستيلاء على مواقع كانت خاضعة للإمام بلعرب بن حمير([202])، واستولى على بهلا([203])، كما استولى على أزكي صلحا والباطنة ومسقط ونزوى([204]) التي ارتكبت فيها فظائع شديدة([205]). وتعرض أفراد الجيش الفارسي للنساء والأطفال وأذاقوا العمانيين مر العذاب والهوان([206]) وهاجموا مدينة عبرى. واستباحوها استباحة كاملة وقاموا بقتل الأهالي من سكان المدينة وخطف النساء وإرسالهن إلى أسواق شيراز لبيعهن في أسواق النخاسة([207]).
أظهر الفرس نيتهم المبيتة ضد الإمام المخلوع وتحولوا لمحاربته ومحاصرته، ولكنه تمكن من الهرب بحرا إلى بركا ومنها إلى نخل ثم إلى الظاهرة([208]). ولكن هذه الخيانة الفارسية كان لها على الأقل نتيجة إيجابية واحدة وهي وقف الحرب الأهلية واتحاد كل الشعب العماني في وجه الغزو الفارسي([209]) بعدما التقى سيف بن سلطان مع الإمام بلعرب بن حمير وعلماء عمان ومشايخها([210]) وتقرر أن يتنازل الأخير للأول عن الإمامة حتى يتحد العمانيون على الفرس([211]).
الإمام سيف بن سلطان عام 1738م ثم خلعه في العام نفسه:
أعلن الإمام سيف بن سلطان حرب التحرير على الغزاة الفرس([212]) الذين جلبهم هو نفسه والذين انقلبوا عليه بغية الاحتلال والسيطرة الكاملة، وانتهت عملية التحرير بانسحاب الفرس من مسقط إلى بركا ومنها إلى رأس الخيمة([213]). غير أن الإمام سيف بن سلطان عاد إلى سلوكه الشخصي السابق وإلى بعض الأفعال التي لم يرض عنها الشعب العماني([214])، مما دفع الفقهاء وعلماء الدين والقضاة من نزوى والرستاق وغيرها إلى الاجتماع والاتفاق على خلع سيف بن سلطان ومبايعة سلطان بن مرشد بن عدي اليعربي([215]).
تختلف المصادر في تحديد تاريخ مبايعة سلطان بن مرشد([216]). "فابن رزيق يحدد توليه الإمامة بعام 1151هـ الموافق 1738م([217])، بينما يحددها كتاب "تاريخ أهل عمان" المجهول المؤلف([218]) وسرحان الأزكوي في عام 1154هـ/1742م([219])، وهو التاريخ نفسه الذي يحدده مايلز في كتابه([220]). ونميل إلى الرأي الأول الذي قد يكون أقرب إلى الصواب، نظرا لتصرفات سيف بن سلطان الطائشة([221]).
قامت المواجهة بين الإمام الجديد سلطان بن مرشد والإمام المخلوع سيف بن سلطان وانتهى بهزيمة الأخير([222]). ومع أن الفرس خانوا الإمام المخلوع سيف بن سلطان الثاني في المرة الأولى، فقد عاد يطلب عونهم ليعودوا إلى خداعه مرة أخرى وبصورة واضحة أيضا؛ مما جعله يواجه فشلا كاملا([223]) في الوصول إلى السلطة بمساعدة القوى الأجنبية. فقد أرسل شاه فارس([224]) جيشا ضخما بلغ تعداده حوالي الستين ألفا، وبذلك استولى الفرس على معظم المدن العمانية([225])، وكان الفرس قد بدأوا عملياتهم الوسعة أملا في استعادة مكانتهم بهجومهم الذي بدأ في مارس 1743م([226]).
وبينما كان الإمام المخلوع يريد استعادة الإمامة المفقودة([227])، وقدم تعهدا بالتنازل لهم عن مدينة صحار التي حاصرها الجيش الفارسي تسعة أشهر دون أن يتمكن من اقتحامها، وقع الخلاف بين القائدين الفارسيين محمد تقي خان ولطيف خان([228])، اللذين كانا يقودان الحملة الفارسية الثانية باستقلالية تامة في جميع التصرفات([229]). وهب الإمام سلطان بن مرشد لمحاربة الفرس([230]) الذين اجتاحوا عمان وغزوها، وارتكبوا مذابح للمرة الثانية([231])، واستولوا على مسقط ومطرح([232]). وبذلك فقد الإمام المخلوع سيف بن سلطان سلطته كلها تقريبا([233]).
نشب قتال عنيف بين الطرفين الفارسي والعماني([234]) قاوم خلاله والي صحاري واستطاع بمساعدة الإمام سلطان بن مرشد أن يوقف تقدم الفرس ويمنعهم من احتلال صحار([235]). وفي أثناء ذلك، توفي الإمام سلطان بن مرشد متأثرا بجراحه من جراء رصاصا أصابت جسده أثناء اقتحامه صفوف الجيش الفارسي عام 1743م. وبعد أيام، لحق به سيف بن سلطلن الثاني الذي توفي كمدا وحزنا([236]). وانتهت هذه المرحلة على أثر النجاح الذي حققه على الفرس مستخدما أشد الخدع مكرا ومخططا بكل الوسائل للوصول إلى الحكم من خلال التخلص من الفرس([237]) وتضييق الخناق على قواتهم في ميناء بركا حيث قضى عليهم الشعب العماني بشكل إبادة جماعية([238]).
الإمام بلعرب حمير (1743-1753م):
بايع الشعب العماني بلعرب بن حمير إماما على الدفاع للمرة الثانية في عام 1743م. وفي آخر عهده خرج عليه أحمد بن سعيد حاكم صحار وأخذ منه نزوى عام 1753([239])، بعدما قتل في معركة فارق في وادي كلبا. وكان موت بلعرب بن حمير ضربة قاضية لليعاربة: فقد بقي ماجد بن سلطان شقيق سيف بن سلطان الثاني في عزلة، إذ لم تكن لديه قوة تقف معه ولم يبق من اليعاربة من يعارض أحمد بن سعيد سوى سليمان بن محمد بن عدي اليعرب وكان واليا للإمام سلطان بن مرشد على سمد الشأن. فلما وجد سليمان بن محمد بن اليعربي أن المدن الداخلية أعلنت خضوعها لأحمد بن سعيد قدم إليه وأعلن عن تنازله عن سمد الشأن فجازاه أحمد بن سعيد، على ذلك([240]) بولاية النخل. وبذلك انتهى حكم اليعاربة في عمان، وانتهت الحروب الأهلية، وظهرت دولة البوسعيد الجديدة. ولكن الانقسام استمر حتى انفصل ساحل عمان عن عمان، وكذلك عمان الداخل، نظرا لانقسام الهنائي والغافري الذي سوف يستمر حتى عام 1971م باستقلال دولة الإمارات العربية بعد الانسحاب البريطاني وإعلان سلطنة عمان.
نتائج الدراسة:
أولا: قدمت دولة اليعاربة الكثير من التضحيات لتطور عمان. وكان أهم أعمالها ما يلي:
1- تحرير سواحل عمان والخليج العربي وشرق إفريقيا من الاستعمار البرتغالي.
2- إنشاء قوة عربية كبيرة ليس في الخليج العربي فحسب، بل في المحيط الهندي أيضا.
3- أقام اليعاربة تنظيما سياسيا وإداريا لدولة كبيرة يشمل القسم الأسيوي منها عمان والبحرين وبعض الجزر في مدخل الخليج العربي؛ أما القسم الإفريقي، فيشمل من مقدشيو في الصومال مرورا بساحل شرق إفريقيا مثل لاهو -مالندي-لكوة-ممباسة- الجزيرة الخضراء وزنجبار حتى حدود موزمبيق، مما جعل الاستقرار والأمن يسودان تلك المناطق التي كان اليعاربة يملكونها، وساعد بالتالي على تطور الحركة الفكرية والنشاط الاقتصادي الذي أدى إلى ازدهار التجارة والصناعة وخاصة صناعة السفن الحربية والتجارية الضخمة إضافة إلى صناعة السلاح الثقيل في ذلك الوقت.
4- أعاد اليعاربة العلاقات بين عرب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا بعدما قطعها الاستعمار البرتغالي.
ثانيا: اتخذت الإمامة في عهد اليعاربة صفة أخرى إضافة إلى تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي. فقد امتزج الدين بالسياسة، وأدى ذلك إلى وحدة عمان الطبيعية الكبرى بعدما كانت مجزأة وممزقة، وشكل نظاما سياسيا جديدا لم تعرفه الإمامة من قبل. وأدى أئمة اليعاربة دورا مهما في السياسة والإدارة، وخاصة الإمام ناصر بن مرد الذي بدأ في بناء الدولة المنظمة العصرية وتوحيد الجبهة الداخلية العمانية، ثم اتجه إلى محاربة الاستعمار البرتغالي وبذلك بنيت الإمامة على ركنين: التوجه في الداخل بالتوحيد والوحدة، وفي الخارج بالتحرير والجهاد ضد البرتغاليين وبناء القدرة العسكرية البحرية؛ في حين كان الأئمة المتأخرين على ضعف كبير، فلم يستطيعوا توحيد الجبهة الداخلية وتحقيق الوحدة العمانية، مما زاد في الحروب الأهلية.
ثالثا: تضافرت مجموعة من الأسباب للإجهاز على دولة اليعاربة في كل من عمان وشرق إفريقيا خلال أربعينيات القرن الثامن عشر. وقد تمثلت أهم تلك الأسباب في الصراعات الداخلية التي واجهتها عمان وما تعرضت له من تدخل فارسي في الشؤون الداخلية العمانية، وهذا أثر في سير تلك الأحداث التي انقسمت فيها عمان، وظهرت الاضطرابات والفتن الداخلية بين التجمعات القبلية السائدة.
رابعا: أدى الدين دورا بارزا عندما امتزج بالمفهوم السياسي الوحدوي ليطرح شعارين: بناء الجبهة الداخلية وتوحيدها ثم تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي. وقام علماء الدين من المذهب الإباضي والفقهاء بدور أساسي بجانب الحكم السياسي المتمثل في الإمامة، إضافة إلى دورهم في اختيار الأئمة. وكانوا هم المحرك الأساسي للأمور الهامة، وكانوا يتوخون العدل والمصلحة العامة. وبذلك شكل رجال الدين الجهاز الرقابي على تصرفات الأئمة، وهو أقرب إلى الجهاز التشريعي أو البرلمان المنتخب في حين كانت البيعة أو انتخاب الإمام، أي الحاكم يتم مباشرة من الشعب، كما يحدث اليوم في معظم الدول الديمقراطية الغربية وإن كان الرأي الأول لعلماء الدين وخاصة قاضي القضاة الذي يرشح الأشخاص الذين يجد فيهم الكفاءة وتنطبق عليهم شروط الإمامة في حين يكون القرار النهائي للشعب بغض النظر عن كفاءة المرشح أو عدم كفاءته. وهذا ما أدى إلى الحرب الأهلية في عمان، نظرا لعدم وجود الوعي السياسي الكامل لدى العامة وتفضيلهم العامل الوراثي على مبدإ حرية الترشيح.
خامسا: تعتبر الإمامة في العهد اليعربي امتدادا للفكر السياسي الأساسي الإباضي، وهو إبعاد السلطة عن التوارث. ومع ذلك، وجدنا تثبيت فكرة السلطة في أسرة واحدة وبالذات عامل الوراثة من الخاصة والعامة وبالذات علماء الدين. وقد يكون للضغط الشعبي أو مطالب العامة دور في هذا التوجه من خلال ما وجدنا بعد موت الإمام سلطان بن سيف حيث يصر الشعب على تنصيب إمام لا تنطبق عليه شروط الإمامة، في حين يقف رجال الدين ضد إرادة الشعب ويختارون مهنا بن سلطان.
سادسا: انتهى حكم النبهانيين عندما اتصل أحد حكامهم وطلب مساعدة البرتغاليين في تثبيت حكمه، وهو ابن حمير، وكان آخر سلالة النبهانية (وهو غير سميه بلعرب بن حمير آخر سلالة اليعاربة، الذي قاوم التدخل الأجنبي الفارسي. وكما انتهى النبهانيون عندما طلبوا مساعدة البرتغال، فإن اليعاربة أيضا انتهو عندما طلبوا مساعدة فارس من قبل سيف بن سلطان الثاني. وكما مهدت نهاية النبهانيين لقيام اليعاربة، كذلك مهدت نهاية اليعاربة لقيام البوسعيد.
سابعا: أثر سقوط دولة اليعاربة ليس على الاستقرار الداخلي أو الازدهار الفكري والاقتصادي في عمان فقط، بل أدى إلى اختفاء الأسطول اليعربي القوي (الذي كان عامل أمن واستقرار وحماية من أطماع الاستعمار الأوربي)، وإلى تكالب تلك الدول وخاصة بريطانيا التي قامت بملء الفراغ العسكري الذي خلفه اليعاربة نتيجة للحروب الأهلية، وذلك برغم عودة العمانيين إلى البحار الشرقية بعد سقوط اليعاربة وعودة العلاقات مع شرق أفريقيا؛ ولكنها كانت تحت المظلة البريطانية وحمايتها. وبذلك فقدت المنطقة استقلالها وقسمتها بريطانيا إلى كيانات سياسية صغيرة أقرب إلى إمارات المدن المتبعثرة.
ثامنا: انقسمت عمان نتيجة للحروب الأهلية إلى عدة أجزاء سياسية صغيرة وضعيفة: الجزء الأول هو عمان الساحل التي حكمها البوسعيد في ساحل الباطنة ذات التوجه الحزبي الهنائي، والثاني عمان الداخل حيث الإمامة الإباضية ذات التوجه الغافري، والثالث ساحل عمان الشمالي في رأس الخيمة ذات التوجه الحزبي الغافري الذي انقسم أيضا إلى عدة أقسام غافرية صغيرة عندما انفصلت الشارقة عن رأس الخيمة التي تزعمت غافرية ساحل عمان الشمالي كما انفصلت أقسام أخرى وهي عجمان، أم القوين، الفجيرة. والرابع المتمثل في الحزب الهنائي في ساحل عمان الجنوبي -أبو ظبي- والتي انفصلت عنها دبي كما حاولت "خور العديد" الانفصال، ولكن الظروف الإقليمية منعتها، إضافة إلى أن حكام أبو ظبي تمكنوا من استرجاعها. وبذلك يمكن القول إن النتيجة النهائية للحرب الأهلية العمانية لم تتوقف بانتهاء اليعاربة عام 1752م وباستيلاء البوسعيد السلطة، بل استمرت بالانقسام الغافري والهنائي الذي مزق عمان إلى كيانات سياسية صغيرة حتى عام 1971م، أي عند الانسحاب البريطاني وقيام دولتين هما سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
([1]) John Kell, Britain and the Persian Gulf 1795-1880, London, 1968, p.4.
([2]) « The Geographical Section of the naval Intelligence Division », A Handbook of Arabia, vol. I, p.237.
([3]) Samuel B. Miles, The Countries and Tribes of the Persian Gulf, 2 Vols, London, 1919, and 2nd ed. in one volume, 1966, p.4.
([4]) Alexander Hamilton, A New Account of the East Indies. A General Collection of the Best And Most Interesting Voyages And Travels in All Parts of the World Digested By John Pinkerton, Vol. VIII, London, 1811, p.288.
([5]) د. محمد علي الدؤاد، "ملامح التاريخ السياسي لمنطقة الخليج العربي"، مجلة الخليج العربي، جامعة البصرة، العدد 8، 1977، ص.11.
([6]) George Percy Badger, History of the Imams and Seyyids of Oman by Salil - Ibn - Razik, Introduction and Analysis, London, 1871, p.XXX.
([7]) نور الدين عبد الله بن حميد السالمي، "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان"، القاهرة، 1961، ج2، ص.2.
([8]) د. محمد صابر إبراهيم عرب، "دولة اليعاربة بين الوحدة الوطنية والانتصارات الخارجية"، مجلة الجمعية التاريخية المصرية، العدد 37، 1980، ص.191.
([9]) د. محمد صابر إبراهيم عرب، المرجع نفسه، ص.191.
([10]) Justus Strandes, The Portuguese Period In East Africa, Translated from the German by F. Tean, Wallwork, Nairobi, 1968, p.197.
([11]) J. G. Lorimer, « Gazetteer of the Persian Gulf », Oman and Central Arabia, Vol 2, Irish University Press, 1970, p.161.
([12]) د. جمال زكريا قاسم، "دولة البوسعيد في عمان وشرق إفريقيا 1841-1861"، القاهرة، 1968، ص.20.
([13]) د. بدر عباس الخصوصي، "العامل الاقتصادي وأثره على إنسان الخليج العربي في العصر الحديث"، محاضرات الموسم السابع، 1974؛ "الخليج العربي في مواجهة التحديات"، رابطة الاجتماعيين، مؤسسة الوحدة للنشر والتوزيع، الكويت، 1977، ص.405.
([14]) Derek Hopwood. « The Arabian Peininsula », Society and Politics, London, 1972, p.97.
([15]) نور الدين عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.45.
([16]) Badger George Percy, Op. Cit., p.XXVII.
([17]) Ian Skeet, Mascat and Oman. The End of an Era, London, 1974, p.38.
([18]) حميد بن محمد بن رزيق، "الشعاع الشائع"، تحقيق عبد المنعم عامر، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط، 1978، ص.217.
([19]) محمد بن عبد الله السالمي وناجي عساف، "عمان. تاريخ يتكلم"، دمشق، 1963، ص.158.
([20]) W. H. Ingrams, Zanzibar Its History and Its People, London, 1931, p.119.
([21]) دونالد هولي، "عمان ونهضتها الحديثة"، ص.28.
([22]) د. جمال زكريا قاسم، "الأصول التاريخية للعلاقات العربية الإفريقية"، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1975، ص.108.
([23]) George Percy Badger, op. cit., p.23.
([24]) Laurence Lockhart, « Nadir Shah’s Campings in Oman, 1737-1744 », Bulletin of the School of Oriental and African Studies, vol. VIII, 1936, Pt. 1, pp.157-171.
([25]) Charles Lockyer, An account of the Trade in India, London, 1911, p.207.
([26]) Robert Geran Landen, Oman since 1856, London, p.56.
([27]) R. D. Bathurst, Maritimetrade and Imamate Government: Two Principal Themes in the History of Oman tp 1728 in the arabian Peninsula, London, 1972, p.99.
([28]) Robert Geran Landen, op. cit., p.57.
([29]) W. H. Ingram, op. cit., p.120.
([30]) Sreet, op. cit., p.39.
([31]) R. D. Bathurst, op. cit., p.99.
([32]) د. خلدون حسن النقيب، "المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1987، ص.76.
([33]) د. خلدون حسن النقيب، المرجع نفسه، ص.79.
([34]) R. Coupland, East Africa and its Invaders, London, 1969, p.69.
([35]) Laurence Lokchart, The Fall of the Safari Dynasty, Cambridge, 35, 1958, p.115.
([36]) S. B. Miks, op. cit., p.237.
([37]) Derek. Hopwood, op. cit., p.98.
([38]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.37.
([39]) J. B. Kell, op. cit., p.8.
([40]) نور الدين عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ص.110.
([41]) محمد بن عبد الله السلمي وناجي عساف، المرجع السابق، ص.160.
([42]) عائشة السيار، "دولة اليعاربة في عمان وشرق إفريقيا"، وزارة الإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، أبو ظبي، 1975، ص.182.
([43]) د. جمال زكريا قاسم، "الخليج العربي"، دراسة لتاريخ الإمارات العربية في عصر التوسع الأوربي الأول، دار الفكر العربي، القاهرة، 1985، ص.132.
([44]) د. خلدون حسن النقيب، المرجع السابق، ص.79.
([45]) المرجع نفسه، ص.75.
([46]) المرجع نفسه، ص.75.
([47]) سرحان بن سعيد الأزكوي العماني، "تاريخ عمان"، المقتبس من كتاب "كشف الغمة لتاريخ الأمة"، تحقيق عبد المجيد القيس، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط، 1980، ص.345.
([48]) د. خالد ناصر الوسيمي، "عمان بين الاستقلال والاحتلال"، مؤسسة الشراع العربي، الكويت، 1993، ص.70.
([49]) المرجع نفسه.
([50]) د. صلاح العقاد، "التيارات السياسية في الخليج العربي"، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1991، ص.46.
([51]) محمد عبد الله السلمي وناجي عساف، المرجع السابق، ص.160.
([52]) I. B. Kelly, op. cit.
([53]) George Percy Badger, op. cit., p.XXX.
([54]) E. G. Ross, Annals of Oman from Early Times to the Year 1728 a. p.; Beng AS. Soc. Journal of the Asiatic Society of Bengal, Vol. XLIII, Calcutta, 1874, p.166.
([55]) S. B. Miles, op. cit., p.288.
([56]) د. جمال زكريا قاسم، "الأصول التاريخية للعلاقات العربية الإفريقية"، ص.30.
([57]) J. B. Kelly, op. cit., p.8.
([58]) Donald Hawley, The Trucial Stucial States, London, 1970, p.80.
([59]) Bertram Thomas, Arab Rule under the Al - Bu Said Dynasty in Oman and East Africa, London, 1938, p.10.
([60]) G. P. Badger, op. cit., p.99.
([61]) Derek. Hopwood. , op. cit., p.104.
([62]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.116.
([63]) فالح حنظل، "المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة"، لجنة التراث والتاريخ، أبو ظبي، 1983، ص.120.
([64]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.115.
([65]) حميد بن محمد بن رزيق، المرجع السابق، ج2، ص.30.
([66]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، تحقيق مخطوطة لمؤلف مجهول، كتاب "تاريخ عمان"، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط، 1980، ص.116.
([67]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.14.
([68]) د. مديحة أحمد درويش، "سلطة عمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر"، دار الشروق، جدة، 1982، ص.39.
([69]) Donald Hawley, op. cit., p.80.
([70]) Derek. Hopwood. , op. cit., p.101.
([71]) د. صالح محمد العابد، "دور القواسم في الخليج العربي 1747-1820"، بغداد، 1976، ص.42,
([72]) S. B. Miles, op. cit., p.238.
([73]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.40.
([74]) المرجع نفسه، ص.40.
([75]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.115.
([76]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.130.
([77]) G. P. Badger, op. cit., p.170.
([78]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.116.
([79]) حميد بن محمد بن رزيق، "الفتح المبين في سيرة السادة البور سعيدية"، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط، 1977، ص.236.
([80]) Donald Hawley, op. cit., p.80.
([81]) S. B. Miles, op. cit., p.239.
([82]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.13.
([83]) المرجع نفسه، ص.131.
([84])S. B. Miles, op. cit., p.239.
([85])E. G. Ross, op. cit., p.166.
([86])G. P. Badger, op. cit., p.99.
([87]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.117.
([88]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.118.
([89]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.40.
([90]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.132.
([91]) G. P. Badger, op. cit., p.101.
([92])S. B. Miles, op. cit., p.239.
([93]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.38.
([94]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.123.
([95]) فالح حنظل، المرجع السابق، ص.132.
([96]) المرجع نفسه، ص.133.
([97]) Derek. Hopwood, op. cit., p.104.
([98]) Donald Hawley, op. cit., p.81.
([99]) S. B. Miles, op. cit., p.240.
([100]) G. P. Badger. , op. cit., p.103.
([101]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.134.
([102]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.40.
([103]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.12.
([104]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.40.
([105])S. B. Miles, op. cit., p.242.
([106])G. P. Badger. , op. cit., p.101.
([107]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.133.
([108]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.119.
([109]) S. B. Miles, op. cit., p.240.
([110])J. B. Kelly, op. cit., p.4.
([111]) J. G. Lorimer, op. cit., vol. 2, p.162.
([112]) د. صلاح العقاد، المرجع السابق، ص.46.
([113])Bertram Thomas, op. cit., p.155.
([114]) د. خلدون حسن نقيب، المرجع السابق، ص.75.
([115]) د. محمد مرسي عبد الله، "إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى 1739-1818م"، المكتب المصري، القاهرة، 1978، ص.64.
([116]) د. صلاح العقاد، المرجع السابق، ص.46.
([117]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.133.
([118]) J. c. Wilkinson, The Organization of the Falaj Irrigation in Oman, Oxford, 1971, p.25.
([119]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.133.
([120]) د. محمد حسن العيدروس، "تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر"، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، القاهرة، 1996، ص.100.
([121]) J. Wilkinson, op. cit., p.25.
([122]) للمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على: د. محمد العيدروس، "الأفلاج في مدينة العين"، دار المتنبي، أبو ظبي، 1991.
([123]) المرجع نفسه، ص.100.
([124]) المرجع نفسه.
([125]) Thomas Bertram, op. cit., p.155.
([126]) د. صلاح العقاد، المرجع السابق، ص.46.
([127]) عائشة السيار، المرجع السابق، ص.183.
([128]) المرجع نفسه.
([129]) د. جمال زكريا قاسم، "الخليج العربي، دراسة لتاريخ الإمارات العربية في عصر التوسع الأدبي الأول 1507-1840"، دار الفكر العربي، القاهرة، 1985، ص.136.
([130]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.136.
([131]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.111.
([132]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.135.
([133]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.117.
([134]) عائشة السيار، المرجع السابق، ص.183.
([135]) E. G. Ross, op. cit., p.172.
([136]) J. B. Kelly, op. cit., p.16.
([137]) E. G. Ross, op. cit., p.172.
([138]) Thomas Bertram, op. cit., p.104.
([139]) J. B. Kelly, op. cit., p.16.
([140]) E. G. Ross, op. cit., p.172.
([141]) Thomas Bertram, op. cit., p.104.
([142]) عائشة السيار، المرجع السابق، ص.184.
([143]) المرجع نفسه.
([144])E. G. Ross, op. cit., p.172.
([145]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.145.
([146]) المرجع نفسه، ص.147.
([147]) J. G. Lorimer, Vol. 2, , op. cit., p.162.
([148]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.134.
([149]) N. Niebuhr, Travels through Arabia, Edinburg, 1972, Vol.II, p.118.
([150]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.40.
([151]) د. عبد العزيز عوض، "دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث"، مكتبة الرائد العلمية، عمان، 1991، ص.68.
([152]) شركة زيت العربية-الأمريكية، "عمان والساحل الجنوبي للخليج"، القاهرة، 1952، ص.16.
([153]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ج2، ص.40.
([154]) E. G. Ross, op. cit., p.144.
([155]) د. بدر الدين عباس الخصوصي، المرجع السابق، ج2، ص.40.
([156]) J. B. Kelly, op. cit., p.17.
([157])S. B. Miles, op. cit., p.256.
([158])G. P. Badger, op. cit., p.53.
([159]) N. Niebuhr, op. cit., Vol. II, p.118.
([160])E. G. Ross, op. cit., p.195.
([161]) عائشة السيار، المرجع السابق، ص.19.
([162]) المرجع نفسه.
([163]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.154.
([164])G. P. Badger, op. cit., p.53.
([165]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.144.
([166]) حميد بن محمد بن رزيق، المرجع السابق، ص.327.
([167]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.177.
([168]) فالح حنظل، المرجع السابق، ج1، ص.159.
([169]) المرجع نفسه، ص.160.
([170])S. B. Miles, op. cit., p.251.
([171]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.139.
([172]) حميد محمد رزيق، المرجع السابق، ص.327.
([173]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.41.
([174]) حميد محمد رزيق، المرجع السابق، ص.177.
([175]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.177.
([176]) حميد محمد رزيق، المرجع السابق، ص.327.
([177])S. B. Miles, op. cit., p.270.
([178]) Laurence Lockhart, op. cit., p.123.
([179]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.41.
([180])J. G. Lorimer, op. cit., Vol.2, p.161.
([181])S. B. Miles, op. cit., p.753.
([182]) حميد بن محمد بن رزيق، المرجع السابق، ص.32.
([183]) د. مصطفى عقل الخطيب، "التنافس الدولي في الخليج العربي"، المكتبة العصرية، صيدا، 1981، ص.276.
([184])Laurence Lockhart, op. cit., p.123.
([185]) د. مصطفى عقل الخطيب، المرجع السابق، ص.276.
([186]) Allen Jr. Calivinll, Sayyids and Sultans Politics under the Al Ba Said, 1785-1914, University Micro Films International, Ann Arbor, Michigan, 1984, p.25.
([187]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.41.
([188]) د. عبد الأمير محمد أمين، "القوى البحرية في الخليج العربي في القرن الثامن عشر"، بغداد، 1966، ص.20.
([189])S. B. Miles, op. cit., p.254.
([190])Allen Jr. Calivin II, op. cit., p.25.
([191]) د. خلدون حسن نقيب، المرجع السابق، ص.77.
([192])J. G. Cit Lorimer, vol.2, p.164.
([193])Robert Geran Landen, op. cit., p.57.
([194])Saldanha, Selections from State Papers, p.25.
([195]) Ibid., p.52.
([196])J. G. Lurimer, op. cit., vol.2, p.164.
([197]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.178.
([198]) د. سرحان الأذكوي، المرجع السابق، ص.142.
([199])G. P. Badger, op. cit., p.141.
([200]) د. صادق حسن عيدواني، "ندوة الحصاد"، الجزء الثاني، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط، 1980، ص.56.
([201]) د. عبد الأمير محمد أمين، المرجع السابق، ص.16.
([202]) د. مصطفى عقيل الخطيب، المرجع السابق، ص.271.
([203]) د. عبد الأمير محمد أمين، المرجع السابق، ص.16.
([204]) سرحان الأذكوي، المرجع السابق، ص.142.
([205]) د. صلاح العقاد، المرجع السابق، ص.48.
([206]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.187.
([207]) محمد عدنان مراد، "صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي"، دمشق، 1994، ص.234.
([208]) سرحان الأذكوي، المرجع السابق، ص.142.
([209]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.4.
([210]) حميد بن محمد بن رزيق، المرجع السابق، ص.337.
([211]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.181.
([212]) نور الدين بن عبد الله بن حميد السالمي، المرجع السابق، ج2، ص.148.
([213]) سرحان الأذكوي، المرجع السابق، ص.142.
([214]) د. عبد الأمير محمد أمين، المرجع السابق، ص.16.
([215]) Philips Wendell, Oman. A History, 1967, p.63.
([216]) د. عبد الأمير محمد أمين، المرجع السابق، ص.16.
([217]) حميد بن محمد بن رزيق، المرجع السابق، ص.337.
([218]) د. سعيد عبد الفتاح عاشور، المرجع السابق، ص.182.
([219]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.143.
([220]) S. B. Miks, p.260.
([221]) لمزيد من المعرفة، يرجى الاطلاع على بحثنا عن "التدخل الفارسي في الشؤون العمانية 1737-1744"، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، يوليو، 1988.
([222])Laurence Lockhart, op. cit., p.166.
([223]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.41.
([224]) Laurence Lockhart, The Navy of Nadir Shah. Proceedings of the Iran Society, vol.1, Part, London, 1936, p.184.
([225])J. G. Lurimer, op. cit., vol.2, p.164.
([226]) B. J. Slot, the Arabs of the Gulf 1602-1784, Leidschendam, 1993, p.221.
([227]) د. جمال زكريا قاسم، "دولة بوسعيد في عمان وشرق إفريقيا"، 1741-1861، القاهرة، 1967، ص.4.
([228]) د. مصطفى عقيل الخطيب، المرجع السابق، ص.278.
([229]) د. صادق حسن عيد داني، المرجع السابق، ص.51.
([230]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.4.
([231])Philips Wendell, op. cit., p.63.
([232]) د. جمال زكريا قاسم، المرجع السابق، ص.40.
([233])B. J. Slot, op. cit., p.221.
([234])Laurence Lockhart, op. cit., p.184.
([235]) محمد عدنان مراد، المرجع السابق، ص.234.
([236]) سرحان الأزكوي، المرجع السابق، ص.142.
([237]) د. خالد ناصر الوسمي، المرجع السابق، ص.4.
([238]) رياض نجيب الريس، "ظفار. قصة الصراع السياسي والعسكري في الخليج العربي"، لندن، 1977، ص.63.
WWW.ATTARIKH-ALARABI.MA
الحرب الأهلية العمانية 1718-1753م