الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

الأديب علي بن صالح بن سعود الشلي رحمه الله

اسم الأديب: علي بن صالح بن سعود الشلي رحمه الله 





: اسمه ونسبه وكنيته :نبذه مختصرة عن أحد أدباء عمان

اسم الأديب: علي بن صالح بن سعود الشلي رحمه الله

العنوان: سلطنة عمان الشرقية شمال ولاية دماء والطائيين نيابة دماء الحصن.

الفترة الزمنية لحياته: بين عامي 1338هـ 1407( 1912م- 1987م) 75 عاما.

الموهبة الأدبية التي يتميز بها: نظم الشعر.

أبرز الأغراض الشعرية لقصائده: المدح_ الوصف_ الرثاء بالإضافة إلى قصائد النصح والتضرع إلى الله.

الاهتمامات التي وضعها نصب عينيه: طلب العلم النافع من خلال دراسة القرآن الكريم وعلوم الشريعة واللغة وتوجيه النصح والإرشاد والإصلاح بين الناس.



هو الفقية الأديب الشاعر علي بن صالح بن سعود الشلي . 
وقبيلته الشلي أحد القبائل المعروفة بوادي دماء والطائين واستمدت هذا الاسم من معنى القوة والنخوة والتأثير فكما ذكر في المعجم الوسيط بأن الشليل : هي الغلالة تلبس تحت الدرع . 
وكان لقب الشلي يطلق على القبيلة التي ينتمي إليها وهي العلوي الذين عرفوا في التاريخ العماني بنفوذهم الواسع في المنطقة الشرقية من القبائل العمانية التي انحدرت من اليمن بعد سد مأرب ولا تزال المراجع اليمنية تجمع بين قبيلتي الشلي والعلوي أو باعلوي ، حيث ذكر ابراهيم أحمد المقحفي في كتابه معجم البلدان والقبائل اليمنية : بنو الشلي عائلة من أهل مدينة تريم بوادي حضرموت أشهرهم العلامة الفقية محمد بن أبي بكر بن أحمد الشلي وهو عالم فلكي من فقهاء الصوفية استقر به المقام في مكة وبها توفي عام 1093هـ وله عدد من المؤلفات وكان شقيقة أبي بكر من العلماء المشهود لهم بالزهد والورع مرجوعا إليه في كثير من الأمور كانت وفاته سنة 1057هـوعند بحثنا عن بعض المراجع اليمنية وجدنا كتاب ( عقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر) تأليف الشيخ الإمام محمد بن أبي بكر بن أحمد الشلي باعلوي .
وهناك كتاب آخر بعنوان (السناء الباهر بتكميل النور السافر في أخبار القرن القرن العاشر) لمؤلفه محمد الشلي اليمني .
وهناك الكثير من المراجع القديمة والحديثة التي تشير إلى أن قبيلة الشلي توجد في مجموعة من الدول كاليمن والسعودية وتركيا وتونس .
ولقد أوردنا تلك المعلومات لتكون دليلا على النسب العريق لشاعرنا رحمه الله الذي أكمل ذلك النسب بما قدمه من أعمال جليلة لنفسه وأسرته ومجتمعه.
ويكنى بأبي صالح .

مولده ونشأته :
كما تشير الوثائق الرسمية أنه من مواليد وادي دماء لعام 1338هـ الموافق 1918م حيث نشأ وترعرع في كنف والده صالح بن سعود بن مسلم الشلي ووالدته ، حيث لم يبق لهما من الأبناء سواه فكان لديهما إهتماما كبيرا بتنشئته ورعايته وتربيته التربية الصالحة ، فعاش منذ نعومة أظفاره في بلده الحصن محبا للعلم قارئا للقرآن مطلعا على كتب النحو واللغة ، فبعدما تعلم القرآن الكريم وحفظه وأتقنه في السابعة من عمره قام يتردد إلى الدارسين من أبناء وطنه فكان ذا قدر فائق على الحفظ والإستيعاب فنشأ رحمه الله وكان الشيخ العلامة سيف بن حمد بن شيخان الأغبري ، واليا وقاضيا بوادي دماء والطائين فبادر شاعرنا يأخذ منه العلم والفقه ، ومن ثم أتى الشيخ سيف بن حمد الأغبري بالمدرس الفقيه سالم بن سليمان الرواحي لتدريس أولاده ومن يرغب في طلب العلم ، فكان شاعرنا من حملة العلم الراغبين في تعلم النحو والأحكام والميراث ، فأخذ قسطا من البعض وأجاد في الكثير ، ولم يتمكن شاعرنا من الاستمرار في مواصلة التعليم كما فعل أقرانه كالشيخين : محمد بن سيف الرواحي وسالم بن سيف الأغبري اللذان أكملا الدراسة في نزوى ونالا بعد ذلك منصب القضاء .
أما شاعرنا فقد بقي في بلده يجاهد والديه ويبر بهما كونه وحيدهما ، واستمر بجانب والديه يعينهما على شؤون طلب الرزق إلى أن توفي والده ثم بعدها بعامين تقريبا توفيت والدته- رحمهما الله تعالى – واستمر فترة من الزمن كلما رزقه الله أبناء
أختارهم الى الدار الأخرة ومع ذللك لم يكن يائسا فقد مارس التجارة بالمحاصيل الزراعية وعوضه الله خيرا مما اصابه.
وفي عام 1381هـ توجه رحمة الله لأداء مناسك الحج بالطريق البحري والتجأ وتضرع الى الله داعيا أن يهب له وليا يرثه وعاد بيمن الله من حجه فرزقه الله ما تمناه من الذريه الصالحه إنشاء الله ثم ترك التجارة وقام يطالع الكتب والآثار ويسأل العلماء ويجالس الأخيار ليعوض ما فاته فيما ذكرناه من اخبار,وعاوده الشوق لبيت الله الحرام فصار يحج مرات عديده ,فإما يكون ذهابه برا أو جوا , فتارة يحج عن والديه وتارة يصطفيه الأجلاء بالنيابه عن غيره .

المطلب الثالث : وفاته :
عند آخر سفر له للحج عام 1407هـ، كان يودع أهله وداعاً حاراً وكان أكثر ما يوصي به الصلاة في الجماعة .
وقد استمر فترة طويلة يحج عن والديه تارة ويحج عن الآخرين تارة أخرى ، ولكنه في تلك السنة حج عن نفسه حجة كتبها في وصيته زيادة على حجة الفريضة التي أداها سابقا ، سبحان الله وكأنه أحس أن تلك هي آخر حجة له في حياته .
وعند عودته وكان رجوعه أول الظهر وحيث كان في البلد اليوم الثاني لعزاء سيف بن عامر الشهيمي وأحد أصحابة وكذلك في بلدة القرية عزاء لابن حسين بن حسان _صاحبة في وادي قفيفة _ ورغم التعب من عناء السفر لكنه لم يهدأ له بال حتى ذهب قبل العصر للعزاء الذي بالبلد وصلى العصر في العزاء الذي بالقرية .
وفي اليوم التالي سأل هل يوجد مريض بالبلد؟ قيل : نعم ، سيف بن حميد العويدي في مستشفى دماء والطائيين بمحلاح ، فذهب لزيارته عصر ذلك اليوم وهناك بدأه المرض حتى صبيحة اليوم الذي يليه ، وقد اشتد عليه المرض فجرا، حتى أنه بالليل قام يوصي ابنه (سالم ) – الذي كان بصحبته – بوصايا ، وبعد أن صلى الفجر مضطجعا كانت آخر كلماته من الدنيا قول المولى جل وعلا : " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة آخرى" 
فوافته المنية في صباح الثلاثاء السادس عشر من ذي الحجة 1407هـ رحمه الله ورضي عنه وأرضاه . 
وقد رثاه العديد من المشايخ ومنهم :
الشيخ : محمد بن سيف بن حمد الأغبري وهو الذي أطلق على "النظم المسلي " هذا الاسم ، حيث قال :
عرفناه بالخير منذ انتشـــى إلى أن توفي سليم الريـــب 
تغمد الله من فضلــــــــــــه بواسع رحمته والريــــــب 
واسكن مثواه في جنــــــــة وانقده من مهاوي العطـب 
فكنتم له خلفا صالحـــــــــا فحمدا وشكرا لمن قد وهب 
وقد ذكرالشيخ أبو سرور حميد بن عبد الله الجامعي رثاء له في قصيدته "حوراء البيان " التي جاءت جوابا على سؤال قدمه شاعرنا ورثاء نفس الوقت ، نظرا لتأخر وصول السؤال إلى الشيخ أبو سرور فقد تزامن وصوله مع نبأ وفاة ناظمه :
عزاء يا دمــــــاء لا تنهلينا دماء الحزن من تلك الجبــــال 
كسيت تصبرا كم من همام عليك قضى عظيما في الرجال 
وقال أيضا في نفس القصيدة :
فيا أولاده صـــــبرا جميــــــــــــلا به قد نستعــــــــين لكل حال 
عسى أن تصبحوا خلفا جليــــــــلا لأسلاف لكم غــــــــر عوال 
كأني بالوفـــــــــــــاء يؤمي إليكـم بأن يرقى بكم عرش المعالي 
رعى البارئ ذوي التقوى بحسنى فلا خيبت يا صـــوت ابتهال 
إلهي عبدك الشــــــــــــــلي نرجو له الرحمى لديك يد النــــوال 
أقول وأدمعي تجري جمــــــــــانا وقد فقد التصبر من مقـــــالي 
أما نجله الأستاذ : خالد الشلي فقد رثاه في قصيده بعنوان " روضة الأحزان " التي جاء في مطلعها :
الدمـــع يذرف والحشا يتضررا والقلب يألم والسرور تكســـرا 
والأرض تنعى والنفوس حزينة والدوح بدل بعد لونا أصـــفرا 
والشمس كاسفة الضياء بحزنها والبين شد رحاله مــــــــتهورا 
وأتى إلى أرض الكرام مسربلا قال العزاء بصوته المتقهقـــرا 




حياته الإجتماعية :
أسرته :
كان شاعرنا –رحمه الله –وحيد والديه فكان يبادلاه الرعاية والإهتمام وكان هو في المقابل بارا لهما ولم يبرح وطنة ولم يسعى للسفر إلا بعد وفاتهما .
أما عن زواجة فقد تزوج عدد من النساء لرغبته بالذرية لأن ما يرزقه الله إياه كان يصطفيه إلى الدار الآخرة .
وبعد زواجه الأخيرة رزقه الله بالأبناء وتوفي عن ابنتين وأربعة من الأبناء الذكور وهم ( سعود وسالم وخالد وصالح ) جعلهم الله خير خلف لخير سلف .

تنقلاته :
كانت بداية تنقلاته وأسفاره في الجانب التجاري حيث كان يتاجر بالمواد الزراعية من بلده يعبر الأودية والجبال عبر وادي ضيقة الى ولاية قريات فكان من خلال ذلك يسعى الى طلب الرزق والكسب الحلال.
وبعد تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في البلاد أضحت وسائل التنقل متنوعة ومتوفرة فبدأها بالسفر البحري الى الديار المقدسة إما برا أو جوا .
وكان من ضمن تنقلاته وأسفاره التوعية الى العلماء والفقهاء يسائلهم شعرا ونثرا عن أمور دينه ودنياه.
علاقاته
كانت علاقاته كثيرا ما تتصل بعلماء زملائه كما يتضح ذلك من خلال أسئلته الفقهيه. 
ومن أولئك المشايخ والفقهاء والشعراء :
·الشيخ سيف بن حمد بن شيخان الأغبري .
·الشيخ سالم بن حمود السيابي 
·الشيخ خالد بن مهنا البطاشي 
·الشيخ محمد بن شامس البطاشي 
·الشيخ محمد بن راشد الخصيبي 
·الشيخ عبد الله بن محمد البلوشي 
·الشيخ أبو سرور عبد الله بن حميد الجامعي 
·الشيخ سالم بن سيف بن حمد الأغبري 
·المدرس الفقيه : خلفان بن سيف الشهيمي 
·الشيخ سعود بن عامر بن خميس المالكي 
·الشيخ سيف بن محسن بن هلال المعمري 
وفي آخر عهده أخذ يرسل أسئلته أيضا لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله .
وكانت له علاقة وثيقة بجميع القضاة والولاة الموجودين بالولاية .
وكذلك كانت علاقته حميمة بأقاربه وجيرانه ، بل حتى من هو أبعد من ذلك ، وإذا سمع بخلاف بين اثنين لا يهدأ له بال حتى يسعى جاهدا للإصلاح بين المتخاصمين , وكان شخصا محبوبا بين مجتمعه يسعى بينهم في أمور الصلاح ، وكان الناس يحفظون معه بعض خصوصياتهم ، ومن ذلك تكليفه بتنفيذ وصية أحد أبناء مجتمعه.
وقد كان يذهب لكبار السن ويزورهم في قعر منازلهم وخاصة يوم الجمعة وأوقات الأعياد . 

صفاته العلمية والخلقية :
صفاته العلمية 
إتصف شاعرنا – رحمه الله – بحب العلم منذ نعومة أظافره فبدأ بتعلم القرآن الكريم وأتقنه في السابعة من عمره ، ثم قام يتردد إلى الدارسين من أبناء وطنه، ورغم أنه كان وحيد أبواه وكانا بحاجة له ليساندهما في شؤونهما الحياتية إلا أنه كان شغوفا بحب العلم ذا قدرا فائقا على الحفظ والاستيعاب فلم يقطع والدي عليه تلك الرغبة بل شجعاه على ذلك .
وبعد أن أتقن قراءة القرآن توجه إلى الشيخ العلامة سيف بن حمد بن شيخان الأغبري الذي كان واليا وقاضيا بوادي دماء . وكان معه تلميذه المدرس الفقهية سالم بن سليمان الرواحي الذي أوكل إليه الشيخ الأغبري مهمة تدريس أولادة ومن يرغب في طلب العلم وكان شاعرنا من الراغبين في ذلك فكان يتعلم النحو والفقة وما يتعلق به من الأحكام والأديان والميراث .
وبعد انتقال الشيخ الأغبري أخذ يتردد على من جاء بعده من القضاة وإن لم يجد ضالته في الجواب يذهب إلى علماء آخرين يسألهم ويستفتيهم .
ومن الصفات المهمة التي تميز بها كذلك:
حفظه: فقد كان يذهب إلى المدرسة كمستمع ، وعندما رآه المدرس نابغا جاء لوالده ، فقال : نريد ما على الولد كبقية زملاءه أي يسلموا له مبالغ . فقال الوالد : الولد صغير ، فقال المدرس : إنه يحفظ ، فإما أن تدفع ما عليه وإلا لا نسمح له بالحضور ، فقال والده : ما دام يحفظ دعه يأتي وسنأتي بما عليه ، فحفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره .
وقد حفظ ملحة الأعراب وألفية ابن مالك ، فعندما كان المعلم يعطيهم أبياتاً للحفظ في المدرسة ، كان يرجع إلى معلمه وقد حفظ تلك الأبيات مع شرحها بينما زملائه لم يكملوا الحفظ بعد ، حيث كان يجلس بمجلسه يقرأ الأذكار والأشعار وكان يشجع أبنائه على قراءة ملحة الأعراب.
وذات يوم قال له الشيخ : سيف بن حمد الأغبري حينما كان يناقشه في بعض المسائل ، لو واصلت الدراسة على الحفظ الذي وهبك الله إياه لما احتجت إلينا . 
تقديره واحترامه للعلم والعلماء .
لديه سليقة بالغة في كتابة الشعر وإلقاءه وسرعة بديهة ومن المواقف التي تدل على ذلك :
1-كان يكتب مناسبة الشعر مع الحدث فإذا كان راكباً طائرة أو سيارة قاصدا الحج أو العمرة فيدون شعره مباشرةً والقلم والقرطاسة تكون بين يديه.
2-وكذلك عن نظمه (البضاعة الربحية في التوبة والنصيحة) ، قال لابنه (سالم) : يا بني أحضر ورقة وقلم واكتب آخر شعر أقوله، فأخذ يملي عليه شفهياً وهو يكتب وكان الوقت بين العصر والمغرب.
3-كذلك عندما يُطلب من أبنائه كلمات نثريه لمناسبات الأعياد الوطنية وهم بالمدرسة يكتب لهم بسليقته البالغة.

صفاتة الخُلُقية والخَلقية :
الحمد لله الذي كرم بني آدم وخلقهم في أحسن تقويم . 
كان شاعرنا رحمه الله رجلا بهي الطلعة حسن النظرة بين الطول والقصر وبين الجسامة والنحافة خلقة الله كما شاء بإرادته الحكيمة وجمله بأحسن الأخلاق فكان يتسم بالكرم والتواضع والسماحة وكان ذكيا نبيها فطنا بشوشا يعامل الناس بحكمة واتزان انطلاقا من قوله تعالى :" ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " 
وأهم الصفات الخلقية التي تميز بها :
التواضع : هناك مواقف عديدة تدل على تأصل هذه الصفة فيه ومنها :
قال له أحد الناس : يا علي ، على كثرة أموالك أرى فيك صفة التواضع ، قال : جاء الرزق من الله الرزاق فلذلك تواضعت ، ولم يأتيني من الشيطان لأترفع. 
ومن تواضعه أيضا : طلب منه مدير مدرسة عثمان بن عفان – التي يدرس فيها أبناءه – طلب منه ليكون معلما للتربية الإسلامية ، ولكنه قال : فيكم الخير والبركة .
الكرم : كان شاعرنا - رحمه الله – متأثلا أموالا جزيلة ، وكان – رحمه الله – فاتحا باب الخير لكل أحد ، وفي كل وقت ، وفي ذات يوم جاءه شخص فقال له : فلان يخرف من مالك قبل الفجر ، فقال له : لم أدعك جاسوسا ، فقد سامحته قبل وإن لم يستأذنني 
ومن المواقف التي تدل على كرمه أيضا ، جلوسه في مجلسه الخارجي وكل من يمر عنده يدهوه بإلحاح شديد لتناول القهوة حتى العمال الأجانب ، وهم يذكرون ذلك بعد وفاته .
ويذكر نجله (سالم ) : أنه في يوم من الأيام كان هو وأخوته في بلدة ما ، وسمع عنهم رجل بأنهم أبناء علي بن صالح الشلي ، فجاء بتلهف وبكاء ، وقال : جئت لأشم رائحة علي بن صالح فقد رباني أكثر من 15 سنة ، آكل وأشرب في بيته ، ومع ذلك لم يذكر الوالد ذلك لأبناءه .الرحمة : كان عندما يمر على يتيم يمسح على رأسه .
الحلم : فمن حلمه في تعامله مع الذين يتعامل معهم في نقل البضاعة للتجارة ، أنه كان يتتبع آثارهم ، وحينما يجد منهم من يقوم بأخذ شيء من البضائع خلسة ، وفي بعض الأحيان يراه بأم عينيه ، لكنه مع حزمه لا يعنفه ، بل يوجه إليه النصيحة ، كقوله : لو سألتني لأعطيتك ، فإذا رأى منه تكرار ذلك الفعل ، يبتعد عنه .
ومن حلمه كذلك حينما جرى خلاف بينه وبين أحد جيرانه خلاف ، فأوجب القاضي على ذلك الجار إلزام ( سجن بالقيد ) ، لكنه تنازل عنه ، بل صار يطالب له بالعغو ، وذكر شاعرنا ذلك في قصيدته " توسل "، حيث قال في مطلعها :
تباشر في ظل المروءة والسخا وعفوك عما ساء في الفعل والنطـق 
فأنت خبير بالمعلم سيـــــــــدي لدى سالف الأزمان والأعصر السبق 
وقال أيضا :
قد كان أهل العقــــــل أعدى لحقكـم فكيف بأصحاب الجهالة والحمـــــــق 
ولكن عفو الله للناس واســــــــــــع وعفوك خير المسيء من الخلـــــــــق 
كما أنك المحمود في البطش للعدى ستحمد أيضا في التغاضي وفي الرفق
مضت صلوات لا إمام لها تـــــــرى وليس منادي سيدي مُنّ بالعتــــــــــق 
إليكم توسلت بحســــــــــن ودادكم ورفقكم المعروف في أعظم الرفـــــق
الحكمة : ذكر نجله (سالم ) : أنه في يوم من الأيام كان يرسم صورة على الجدار ، فقال له : يا ولدي اكتب هذه الأبيات واعمل بها ، وإنها ليست من قولي ..
ألا بالصبر تبلغ ما تريــــد وبالتقوى يلين لك الحديـــد 
وبالقلب السليم تنال فوزا وبالحسنات تذل لك الأسود 
إنه نعم الأب ، فلم ينهر ابنه ولكنه وجهه بإعطاء البديل .
ومن حكمته في تعامله التجاري ، أنه حينما يتفق مع التجار الذين يجلب من عندهم البضائع ، يذهب مع تجار آخرين ، فإن رأى بين بيع الاثنين فرق في القيمة ، اشترى من هذا شيء ومن ذلك شيء حسب يتناسب قيمة الشيء ، حتى قال له أحد التجار- الذين كان في البداية يشتري من عندهم واكتشف أنه يشتري من غيره – قال له : " ما سمعنا سيفين لهما غمد واحد " فرد عليه بالفور : " نعم ، ما سمعنا سيفين لهما غمد واحد ، ولكن سمعنا بغمدين لسيف واحد ".
وكان لا يعجبه أن يرى نعالا مقلوبة أو كوبا مكشوفا . 

العوامل المؤثرة في تكوينه العلمي :

الوالدين حيث كان يشجعانه على طلب العلم فكان أبوه بحثه للذهاب لمدرسة تحفيظ القرآن لحاجة المجتمع .
البيئة المحيطة حيث كانت بلدة الحصن المركز الرئيسي لولاية دماء والطائيين وكان بها مركز الوالي والقاضي فكان يلازمهم ويتعلم منهم وكان نافعا منتفعا ويستشار فيكثير من القضايا والأمور .
أسفاره التي كان من خلالها يقتني الكتب النافعة والمفيدة .
علاقته الطيبة بأبناء بلده وعلماء زمانه ومجالسته لمشايخ العلم حينما كانوا يأتون إلى منطقته بصفتهم ولاة وقضاة في نفس الوقت .
موهبة الحفظ والموهبة الشعرية كان لهما الأثر الكبير في تكوينه العلمي.
البيئة المحيطة حيث كانت بلدة الحصن المركز الرئيسي لولاية دماء والطائيين وكان بها مركز الوالي والقاضي فكان يلازمهم ويتعلم منهم وكان نافعا منتفعا ويستشار فيكثير من القضايا والأمور .
أسفاره التي كان من خلالها يقتني الكتب النافعة والمفيدة .
علاقته الطيبة بأبناء بلده وعلماء زمانه ومجالسته لمشايخ العلم حينما كانوا يأتون إلى منطقته بصفتهم ولاة وقضاة في نفس الوقت .
موهبة الحفظ والموهبة الشعرية كان لهما الأثر الكبير في تكوينه العلمي 

إنتاجه العلمي :
أولا : كتاب ( النظم المسلي لأبي صالح الشلي ) : وهو عبارة عن مجموعة من القصائد المتنوعة الأغراض والتي جمعها أبنائه بعد وفاته وتم طباعتها ، ويضم الكتاب بين طياته مقدمة وثلاثة فصول : 
الفصل الأول : يتضمن أسئلة المؤلف الفقهية إلى مختلف علماء عصره أمثال سيف بن حمد الأغبري وسالم بن حمود السيابي وخالد بن مهنا البطاشي وغيرهم ، حيث صاغ أسئلة فقهية على طريقة الشعر كما هو معروف عند العمانين . والفصل الثاني كان عن المنظومات التي نظمها في رحلاته العديدة إلى بيت الله الحرام . 
أما الفصل الثالث فاحتوى على العديد من قصائد المناسبات والمدح والرثاء وما نظمه في أحداث جرت في عصره كالمنظومة الطويلة التي نظمها في السيول الجارفة عام 1982م. وأيضاً القصيدة التي نظمها في قصة غريبة حدثت عام 1357هـ حيث كان سالم بن سيف بن حمد الأغبري والياً وقاضياً على ولاية دماء والطائين وهذه القصة تتلخص في ظهور "مغيبة" وهي أن فتاة من أهالي الوادي ماتت وظهرت شبيهة لها بعد سبعة عشر عاماً تدعى أنها هي تلك الفتاة وأنها مسحورة ولم تدفن .
وختم المؤلف كتابه بمنظومة سماها ( البضاعة الربيحة في التوبة النصيحة ) .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق